في الوقت الذي طالبت مواطنة في حائل حماية طفلتها من تعذيبها بالكي على يد طليقها، نفى فرع الشؤون الاجتماعية في المنطقة أن تكون الفتاة تعرضت إلى أي تعذيب، وأكدت أنها راضية بالعيش مع والدها وأنها في أحسن حال.
وناشدت السيدة (ح. ا) الجهات المختصة النظر في قضية طفلتها "شجون" البالغة 14 عاما، التي تم تعنيفها- على حد الاتهامات- التي ساقتها إلى طليقها وزوجته، قائلة إن الأب يخضع الطفلة للكي بغية علاجها عن طريق الطب الشعبي. وطالبت كذلك بحضانة الطفلة نظير ما تراه من إهمال واضح في التعامل معها وتربيتها بالطريقة المثلى.
وقالت السيدة لـ"الوطن" إنها زارت طفلتها في مدرستها الابتدائية الواقعة في قرية البركة التابعة لحائل وتبعد عنها نحو 150 كلم على طريق المدينة المنورة، وفوجئت بوجود آثار كي وحروق في مناطق متفرقة من جسدها.
وأضافت: للعام الثالث على التوالي، لم أر طفلتي، حيث إنها تسكن مع طليقي وزوجته، وهو لا يراهم إلا مرة واحدة في الأسبوع نظرا لبعد مقر عمله، وأنا الأولى بتسكينها وحضانتها نظرا لعدم ارتباطي بزوج ولأني قادرة على متابعتها والاطمئنان عليها، وقد رفض والدها التواصل معي كما رفض إحضارها لي في القصيم، ولم أستطع رؤيتها إلا خلسة من خلال المدرسة، وكل هذا لابتعادي عن مُصادمته أو الدخول في إشكاليات معه.
وتابعت الأم: ذهبت إلى مدرسة ابنتي شجون، وشاهدت ما أفجعني – من آثار الكي – على جسد الطفلة وتحديدا ظهرها وبطنها، وسألتها عن حالها، فأجابتني بأنها بخير ولا تعلم لماذا أقدم والدها على علاجها بهذه الطريقة، علما أنها دخلت المستشفى لمدة أسبوع، وبعدها توجه بها والدها لعلاجها بالكي.
وأضافت: "لجأت إلى جمعية حقوق الإنسان، واطلعوا على حالة طفلتي، وأفادوني بتحرير تعهد على زوجة طليقي"، مشيرة إلى أنها تطالب الأب بزيارة ابنتها حتى لو كان ذلك في الأعياد فقط، ولكنه رفض وسمح لي بالاتصال بالهاتف المحمول فقط.
وتابعت أنه في 21 شعبان الجاري ستكون هناك جلسة في محكمة القصيم، وتريد أن تحسم هذه القضية مع الأب الذي لا يزال يماطل في الحضور إلى الجلسات.
"الوطن" تواصلت مع فرع وزارة الشؤون الاجتماعية بمنطقة حائل بشأن صور آثار الكي على جسد الطفلة، ومقاطع الفيديو الخاصة بالطفلة "شجون"، والحديث عن التعنيف بصفة عامة، ولكن الفرع نفى كل تلك الاتهامات التي ساقتها الأم مفيدة أن الطفلة لم تتعرض إلى أي عنف منزلي.
وقال المتحدث باسم الشؤون الاجتماعية بحائل أحمد الشمري أن هناك سلسلة من المشكلات بين أبوي الطفلة، وأن فرقة الحماية الاجتماعية تزور الطفلة باستمرار وفحوى شكوى الأم تكمن في تعرض ابنتها لضغوط عدة داخل منزل والدها منها إجبارها على تنظيف المنزل، ومنعها من الدراسة؛ إلا أنه وبعد زيارة فرقة ميدانية متخصصة وجد أن هذه الاتهامات غير صحيحة، وأن الطفلة تدرس وراضية بوضعها الحالي، وهي في أحسن حال.
وأضاف الشمري: "على الرغم من كل ذلك، تم أخذ تعهد من قبل الحماية الاجتماعية على الأب وزوجته التي تحتضن شجون، بعدم إيذائها أو تعنيفها هي أو إخوتها ولا يزال الموضوع تحت الملاحظة من قبلنا".
وعن آثار الكي الموضحة في الصور نفى المتحدث الشمري على لسان الباحثات الاجتماعيات أن يكون هذا الكي بغرض التعنيف، مضيفا أنه قد يكون للعلاج فقط وليس للتعذيب، أو أن تكون الصور ليست للبنت من الأساس.