أصبحت كلمة "طقطقة" هذه الأيام ملازمة لكرة القدم وتشجيع الفرق والتعبير عن الميول، وصارت جزءا لا يتجزأ من اللعبة، وعادة ما تتمثل في ردة فعل الجماهير بعد أي مباراة، وطبعا تنهال "الطقطقة" التي تتخذ أشكالا من السخرية والتهكم وربما التشفي على الفريق المهزوم وجماهيره وتصريحات لاعبيه ومسؤوليه، وكان الله في المهزوم في كل أرض.

في معاجم اللغة تعني كلمة "طقطق" تفرقع الشيء وسمع له صوت أو تكرر الصوت مرارا، وتأتي كذلك حين يضرب حجر على حجر ويسمع له صوت، وفي كل الأحوال لا يخرج المعنى عن الصوت، وهذا بالفعل ما يحدث في كرة القدم، صوت الجماهير الفائزة يعلو على غيره، وأحيانا كل الأصوات تعلو على صوت الفريق المهزوم، وفي اللغة العامية تأتي بمعنى "التسلية" مجازا، فحين "يطقطق" فلان على شيء فإنه يتسلى عليه.

و"الطقطقة" كثقافة ليست وليدة، فهي موجودة منذ أن عرف الناس كرة القدم، لكن دائرتها اتسعت بشكل مهول في السنوات الأخيرة مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، واتساع مساحة المشاركة فيها، ودعم كل ذلك تطبيقات الأجهزة الذكية التي تمكنك من توظيف الصور والفيديو لصالحها في أقل من دقيقة، وتتخذ "الطقطقة" أشكالا عدة، تبدأ بالنكت المكتوبة وتمر بالصور وتحريرها بالفوتوشوب لتتناسب مع الحدث، ولا ينتهي ذلك بمقاطع الفيديو وتركيب الأصوات.

وفي حين يرى البعض أن هذا السلوك لا يخرج عن دائرة التعصب الرياضي وزيادة الاحتقان والتعصب بين الجماهير، خصوصا أن بعضها لا يخلو من الإساءات المباشرة وغير المباشرة، يعدها آخرون جزءا من التنافس الرياضي الذي ينتقل من الملعب إلى وسائط الاتصال، وأنها أسهمت في رفع حجم التنافس الجماهيري، وبالتالي ارتفاع حجم المتابعة والحضور في الملاعب، وهذا يعني موسما رياضيا ناجحا وكرة قدم قوية، ويبقى على الجميع التحلي بالروح الرياضية وتقبل النكت والإسقاطات، فمن الصعب جدا السيطرة على صوت الجماهير، وتبقى المهمة الكبيرة على كاهل إدارة ولاعبي كل فريق من أجل تحقيق الفوز، ليس ليكسب النقاط فقط، وأنما لتجنب "الطقطقة" و"المطقطقين".