فشلونا.. فضحونا.. وشوهوا رياضتنا أمام الملأ الإعلامي عالميا بفوضى عارمة وسوء سلوك واعتداءات وتصريحات وحولوا الديربي الأهم هذا الموسم إلى عبث بلا طعم ولا ذكريات سوى أن النصر حسم اللقب ودونه في تاريخه الذهبي كحق بطولي، بينما دخل الهلال في محيط السواد مع كل من شاركوا في الأحداث المؤسفة التي كتبها الحكم الأسكتلندي في مذكراته وتحدث عنها لبعض وسائل الإعلام الأوروبية.
وأعلن الحكم الأسكتلندي "المترهل" جون بيتون "غير مأسوف عليه" أنه لن يحكم مرة ثانية في الدوري السعودي، جراء ما واجهه من فوضى عامة واعتداء من لاعب الهلال سالم الدوسري، وعبر في حديث إعلامي لقنوات ومواقع أوروبية ونقلته صحيفة "الرياض" عن سعادته بما اتخذه من قرارات، قائلا: "تعاملت مع الموقف بالطريقة الصحيحة وبهدوء". ويشير في جزئية أخرى إلى ما هو أسوأ قائلا "ما بعد المباراة كان يبدو مأساويا أكثر ولكن كان بجانبنا حوالي عشرة حراس أخذونا إلى خارج الملعب، وجعلونا آمنين أكثر في طريقنا للفندق ومن ثم إلى المطار".
أرجوكم يا مسؤولينا الكرام وجماهيرنا الحبيبة اقرأوا النص الأخير مرتين وعشرا، وتابعوا ما كتب عن هذه الأحداث بشكل عام، هل يليق برياضتنا أن يتحدث عنها حكم أجنبي بهذه الصورة؟!
نعم، أخطاؤه كانت فادحة وجسيمة وغريبة، لكن كرة القدم في كل الملاعب لها نظامها واحترامها وسماتها، ولم تقتصر الفوضى والإساءات على بعض اللاعبين بل امتدت إلى مسؤولين وشرفيين وجماهير. وقد يواكبها تطورات من مرجعية الحكم.
من جانبه، واصل الأمير عبدالله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب تفاعله السريع والفعال دون تسويف، وخلال أقل من 48 ساعة شكل لجنة وأصدر قرارا بمنع الأمير عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن ناصر عضو شرف نادي النصر من دخول الملاعب لمدة سنة بناء على التقارير التي رفعت له. وهذا يؤكد إدانة الأمير عبدالعزيز بالصور التي تم تداولها بعد المباراة مباشرة، ومدى قيمة وسائل التواصل الاجتماعي في كشف الحقائق أمام المسؤولين والرأي العام. ومن خلال الأحداث والصور فإننا نتساءل عن الجيش البشري الذي اقتحم الملعب. وبأي صفة دخلوا، وكيف؟! مع عدم إغفال أن القرار لم يبين كيف ولماذا دخل الأمير عبدالعزيز إلى الملعب، دون إغفال أن العقوبة بحد ذاتها رادعة.
والملفت أيضا، توجيه الأمير عبدالله لرابطة المحترفين واتحاد القدم للعمل وبشكل عاجل على إصدار تنظيم يحدد ضوابط وآليات الدخول إلى ساحات الملعب، وفق "التنظيمات الدولية والآسيوية" والعقوبات المطبقة وتعميمها "خلال أسبوعين". وهنا إن لم تكن الضوابط موجودة فتلك كارثة وإن كانت موجودة وغير مطبقة فالكارثة أعظم. أفيقوا يا اتحاد ويا رابطة.
وتبع ذلك توجيهات أخرى تنظيمية من واجب الرئيس العام لرعاية الشباب متابعتها أو اتخاذ ما يلزم بحق الاتحاد والرابطة.
هذا القرار سبقه قرارات مماثلة من الأمير عبدالله تجاه من أساءوا للرياضة بشكل عام، وقبل أسبوع قرار "إعلامي رياضي" من وزير الإعلام الدكتور عادل الطريفي بحق صحيفة "الرياضي". كل هذه مبشرات لدرء الكثير مما يخدش رياضتنا وما يؤزم علاقة المجتمع بسبب الرياضة. والأمل كبير أن يبرهن اتحاد القدم على "سلطته" العليا في كرة القدم، علما أن لجنة الانضباط أوقفت وبقرار إيجابي وسريع سالم الدوسري ست مباريات إضافة إلى عقوبة الطرد. وغرمت رئيس الهلال محمد الحميداني 50 ألف ريال لإساءته إعلاميا. وهذه قرارات أيضاً رادعة تواكب الحدث. وعسى أن تكون تقويمية لكل من أساءوا، وإنذار لغيرهم.