فيما وضع الباحثون عن فقيد وادي عتود فيصل الأحمري، أمام أعينهم أهمية جمع المعلومات والمسح العام للوادي، لمعرفة تفاصيله ليتمكنوا من وضع الخطط وكيفية تنفيذها، أكد عدد من القاطنين بالقرب من الوادي أنهم اعتادوا على تسمية ذلك الوادي بـ"المسقي المسكون" أو "الغدير المسكون"، في وقت عثر فيه رجال البحث والإنقاذ المتطوعون المعروفون باسم فريق "غوث السعودي" على حذاء المفقود عن طريق أحد كلابهم المدربة، حيث تم إرساله إلى عائلته وتعرفوا عليه. كما عثر المتطوعون على عدد من العقارب والأفاعي والثعابين السامة المتنوعة الأشكال والأطوال، حيث يمتد طول بعضها إلى تسعة أمتار.
أوضح ذلك رئيس فريق "غوث" السعودي للبحث والإنقاذ بالقطاع الجنوبي إبراهيم سعد المشاييخ خلال عملهم لليوم الـ12، مشيرا إلى أن فرقتهم التطوعية تعمل تحت مظلة وزارة الداخلية ومساندة لجهاز الدفاع المدني، وأن عددا من الاتحادات والمنظمات المحلية والدولية اعترفت بها، ويعمل أفرادها بشكل تطوعي في المنطقة الجنوبية منذ نحو عامين، ويستجيبون لنداءات من خلال "قروبهم" الخاص بـ"الواتس أب". ويقدر عدد فريقهم في المنطقة بنحو 40 عضوا، تراوح أعمارهم بين 21 و40 عاما، منهم غواصون حاصلون على درجة "ريسكيو" العالمية، وطيارون شراعيون، وباحثون راجلون، إضافة إلى امتلاكهم طائرات من دون طيار، وكلاب بحث وإنقاذ، ودبابات رباعية.
وحول مشاركتهم في البحث عن فقيد وادي عتود، أوضح المشاييخ أنهم باشروا مشاركتهم بعد نحو نصف ساعة من الواقعة، ورسموا خطتهم على سبع مراحل، تستمر يوميا من الساعة السابعة صباحا حتى التاسعة مساء.
جاء ذلك بعد اجتماع عقده فريق "غوث" مع جهاز الدفاع المدني، تم خلاله توزيع المهمات فيما بينهم وتقسيم الموقع. وأشار المشاييخ إلى أنهم استعانوا بآليات الدفاع الممدني وأمانة المنطقة وبلدية المحافظة، وقاموا بتمشيط مياه الآبار والسد، وحفر بعض المواقع المشتبه بها والغوص في الآبار، إضافة إلى تكرار الحفر والغوص في بعض المواقع والآبار مرة أخرى، تلبية لطلب ذوي الفقيد.
وأضاف المشاييخ أن عملية البحث في مراحلها الأخيرة، فيما تركز المرحلة الأخيرة على سحب مياه الآبار لمستوى معين، لتسهيل عملية البحث كون الغواصين يبحثون بها حاليا باللمس لانعدام الرؤية، كونها آبار طمرتها السيول والأتربة، وتوجد فيها بعض المخاطر كـ"قطع الحديد" وغيرها، ما يشكل خطورة على الغواص. ولفت إلى أن الفريق استخدم طريقة البحث بـ"الخوازيق"، التي تقوم على حفر بعض المواقع بعمق متر وعرض 50 سم بأماكن مختلفة، وتترك حتى اليوم التالي، وفي حال مشاهدة تجمع البعوض نحو إحداها، فإن ذلك يعد مؤشرا على قرب الجثة من الموقع.
كما تضمنت خطة البحث استعانة فريق البحث بحصانين عربيين من نادي الفروسية بعسير بفارسيهما، لقدرتهما على التمشيط، والوصول إلى مواقع لا يتمكن منها الإنسان، وقدرتهما أيضا على السباحة، إضافة إلى قدرة فارسيهما على رؤية الموقع أفضل من الراجل على قدميه. وأوضح المشاييخ أن "كلاب" البحث والإنقاذ التي يمتلكها الفريق لديها قدرة على الشم بشكل عال، وأسهمت في استخراج عدد من جثث الحيوانات بالوادي، الأمر الذي لا تمتلكه "الكلاب البوليسية".