حقق نادي النصر السعودي بطولة دوري جميل لكرة القدم للموسم الرياضي الحالي 2014/ 2015 للمرة الثانية على التوالي ليواصل حصد ألقابه القوية في رحلة العودة إلى الألقاب الكروية مع الرئيس السياسي والدبلوماسي الأمير فيصل بن تركي.

إن تحقيق بطولة الدوري السعودي يعتبر ضربا من الإعجاز وسط هذا الزخم الإعلامي والجماهيري، خصوصا والنصر الوحيد من الأربعة الكبار جماهيريا لا يحظى بوسائل إعلامية تدعمه ليل نهار وتدافع عنه وعن أخطائه وتجاوزاته كما يحدث مع الأندية الأخرى المنافسة التي لديها صحف وقنوات وإذاعات ولجان وأعضاء وووالخ.

اليوم يواصل النصر مسيرته المظفرة مع لقب "بطل الدوري" التي بدأت عام 1966 ليحقق هذا اللقب بمسمياته كافة (16) مرة بدءا من الدوري العام للمنطقة وهي البطولة الرئيسية السائدة والمعترف بها من المرجعية الرياضية حينها، وهي وزارة العمل مرورا بدوري عام المملكة (الدوري التصنيفي) تحت إشراف الجمعية العربية السعودية لكرة القدم ثم الدوري الممتاز فكأس دوري خادم الحرمين الشريفين ثم دوري جميل تحت مظلة الاتحاد السعودي لكرة القدم.

لقد تخرج رئيس النصر من أهم المنظومات الدبلوماسية والسياسية وهي سفارة خادم الحرمين الشريفين في الولايات المتحدة، حيث عمل فيها فترة ليست بالقصيرة اكتسب منها وفيها الكثير من الخبرات والتجارب، وهي التي أهلته لقيادة النصر الجديد بالفكر أولا ثم بالمال الذي دفعه لبناء أساس متين لفريق عملاق سيظل بطلا لسنوات طويلة بإذن الله.

لقد كانت الجولة الخامسة والعشرين لدوري جميل هي جولة الحسم التي لم يتوقع أحد أن تسير بهذا السيناريو، فالكل أكد على أن الفريقين النصر والأهلي سيتجاوزان الهلال والتعاون وتبقى الجولة الأخيرة للفصل بينهما، لكن الأهلي تعطل في محطة التعاون بشكل مفاجئ فيما النصر خلص مباراته مع شقيقه الهلال لتنتهي المباراة ليس بالفوز فقط وإنما بالحصول على بطولة الدوري للمرة الثانية على التوالي.

عندما يحقق ناد بطولات الموسم المعتمدة ناشئين وشبابا وأول للفئة الممتازة فإن هذا العمل ليس صدفة أو ضربة حظ أو مجاملة لجنة أو أخطاء حكم، بالتأكيد أن هذا ينتج عن عمل جبار بدأ مع أول يوم وصل فيه كحيلان إلى سدة رئاسة العالمي قبل ست سنوات، حيث رسم الاستراتيجية بعيدة المدى للهيمنة على الكرة السعودية وأعطى مهلة من أربع إلى ثماني سنوات، ولكنه حقق المراد خلال ست سنوات.

سيطرة تامة ومحكمة على بطولات كرة القدم تحكي قصة الإبداع الفكري لهذا الرئيس المتواضع الإنسان العاشق لكرة القدم والذي جعل أعضاء شرف النصر يحترمون عمله وفكره وأسلوبه، بل وأعطاهم المساحة الكافية للعمل والإبداع وتحقيق النتائج وأصبح النصر ينافس نفسه في تحقيق الألقاب، فهذا الناشئ ينافس الشباب وهذا الشاب ينافس الفريق الأول وسط ذهول الخصوم، مما يحدث والاستمتاع بالفرجة وتقديم التبريكات والتهاني.

أخيرا.. إذا أرادت الكرة السعودية العودة للبطولات فعليها الاستفادة من رؤية فيصل بن تركي، فلديه من التجربة الدبلوماسية والسياسية والرياضية والبطولية ما يؤهله لكي يصنع المجد لكرة القدم السعودية بعد ضياع مجدها السابق، وهو قادر بعون الله على كتابة "روشتة" العلاج الفني والإداري لها.