يستعيد كتاب توثيقي بالصور حياة المفكر المصري الراحل جمال حمدان (1928-1993) بإلقاء أضواء جديدة على مواهبه في الرسم وإجادته فنون الخط العربي وآرائه التي تتجاوز تخصصه في الجغرافيا إلى مستقبل مصر، بل إن بعضها يجيب عن أسئلة الحاضر.
ففي فصل خاص بمخطوطات كتبها حمدان بخط الرقعة يقول "أعظم سياسة خارجية ممكنة لمصر اليوم هي البناء الداخلي. كل ما عدا ذلك عاد بلا جدوى. ابن قوتك داخليا أولا ثم انطلق. حتى الدول العربية لن تقبل عليك وتعترف بك حقا إلا من موضع القوة.. مصر ليست قلعة المصريين ولكن قلعة العرب، بمعنى أنها ليست منطوية على نفسها ولا انفصالية ولكنها على العكس حصن الوحدة والعروبة".
كتاب "جمال حمدان وعبقرية المكان" الذي أعده محمد محمود غنيمة وأيمن منصور يقع في 153 صفحة من القطع الكبير جدا، وأصدره بيت السناري التابع لمكتبة الإسكندرية بغلاف يحمل صورة حمدان شابا نظرا لندرة صوره في سن متأخرة بسبب عزلته الشديدة.
وحمدان الذي يحظى باحترام الأوساط العلمية والثقافية رحل في ظروف غامضة في أبريل 1993 بعد أن عاش وحيدا معتزلا الحياة العامة منذ استقال من الجامعة عام 1963.