الناس ليسوا سواء.. خاصة في الأوضاع الاقتصادية.. الكل يدرك ذلك، سوى امرأة ولدت والدنيا تضحك لها.. هذه المرأة كثيرا ما تكون ظالمة حينما تتولى مركز المسؤولية في مدارس البنات!
النداء السنوي الذي اعتدت على توجيهه إلى وزارة التربية والتعليم -التعليم حاليا- أكرره عند نهاية كل عام دراسي.. لعل وعسى يكتب الله له القبول!
أعرضه هذه السنة على وزير التعليم الجديد، وخلاصته لأصحاب النفس القصير، مع أن مقالات هذه الزاوية تعد من المقالات القصيرة المُكبسلة، لكن ذلك لا يمنع من عرض النداء بـ"إيقاف حفلات التخرج لطالبات المتوسطة والثانوية التي أرهقت ميزانيات ذوي الدخل المحدود"!
ابتلينا -عافانا الله وإياكم- بمديرات مدارس -ومعلمات أيضا- لا يأبهن بتعميم، ولا يخشَين قرارا، ولا ينصعن لتعليمات.. والضحية هم الفقراء والمحتاجون.. الضحية نحن ذوي الدخل المحدود!
الحجة الماكرة لبعضهن: نحن لا نفرض على الطالبات شيئا، هن من يبادرن إلى عمل ذلك!
تزداد الحجة مكرا ودهاء لدى معشر النساء: "ليس لنا علاقة بما يدور خارج المدرسة".. في نسف صريح لتكامل المدرسة مع المجتمع!
ندائي إلى وزير التعليم، الزميل القدير، الدكتور عزام الدخيل.. لا نريد سوى عزمك، أن تقف بالمرصاد لهذا الاستعراض السنوي.. الأمور بلغت حدا لا يمكن وصفه.. نشأ اقتصاد جديد ضار، قائم على حفلات مدارس البنات.. والضحية المواطن.
افعل شيئا غير التعاميم.. هناك تعاميم سابقة بإمكانكم الاستناد عليها.. كل ما نريده منك -على الأقل- أن تضع عنوانا لك، وتطلب من أولياء الأمور إبلاغك عن أي مدرسة تخالف تعليمات الوزارة وتُقيم هذه الحفلات، أو مدرسة تغض الطرف عن ممارسات طالباتها خارج المدرسة.
قد يبدو الأمر غير ذي قيمة لدى القادرين.. يفوت عليهم أن الناس ليسوا سواء.. ليس كل الناس قادرون.. هناك أسر فقيرة.. هناك أسر لا عائل لها.. هناك أسر تعيش على الضمان الاجتماعي.. هناك طالبات فقيرات يا دكتور عزام.. هناك طالبات يتيمات، وليس لهن بعد الله سواك أن تقف معهن وتمنع هذا الاستعراض الممقوت، وتعاقب من يقوم به بعزم وحزم.. افعل ونحن معك.