خلال نحو 16 شهرا تعاقب على قيادة الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرّمة أربعة مديرين منذ تكليف عبدالسلام ولي في يناير من العام الماضي، وحتى تكليف مصطفى بلجون اعتبارا من 12 مايو الجاري، وبينهما كان تكليف كل من عبدالله المعلم وطريف الأعمى.

بدوره، أرجع مدير الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة الدكتور مصطفى بلجون تغيير القيادات الإدارية التي تشهدها صحة مكة في الفترة الأخيرة إلى عدد من التحديات التي تواجه المنطقة التي تضم أربع محافظات كبيرة وهي العاصمة المقدسة وجدة والطائف والقنفذة و13 محافظة تابعة لتلك المحافظات الكبيرة.


مسؤولية كبيرة

وعدد بلجون خلال حديثه إلى "الوطن" هذه التحديات ومنها استكمال التجهيزات للمستشفيات التي قاربت على التشغيل والوقوف على المشاريع المتعثرة، وقال "التحدي ليس سهلا، والمسؤولية كبيرة فمنطقة مكة المكرمة لها طابع خاص جداً فهي بموسم للعمرة لمدة 11 شهرا وهذا يشكل ضغطا كبيرا على المستشفيات والمراكز الطبية، وكل ذلك ليس موجودا في أي منطقة أخرى".

وأكد أن العمل في البلد الحرام الذي يشهد عددا كبيرا من قاصديه لموسمي العمرة والحج هو التحدي الكبير والأبرز الذي يعد من خلاله المعيار الكبير والحقيقي لنجاح أعمالنا عبر خدمة ضيوف الرحمن على أكمل وجه.

وأردف بلجون قائلا: "هناك ضغوط متعددة على المستشفيات خلال موسم الحج ومن هنا تم افتتاح ثمانية مستشفيات في المشاعر المقدسة، أربعة في عرفة ومثلها في منى، إضافة إلى تحدٍ آخر وهو تصحيح الجالية البرماوية فهذه تحتاج إلى عمل دقيق، إضافة إلى مواكبة الطفرة في تشييد القطار وتوسعة المسجد الحرام التي يحتاج عاملوها إلى رعاية صحية".


متابعة القطاع الخاص

ونوه بلجون إلى أن التعداد السكاني المتزايد يحتاج إلى مواكبة لخدمة المواطنين والمقيمين الذين تحرص الدولة على رعايتهم على أكمل وجه ولا بد من عدم تجاهل القطاع الخاص في تقديم الخدمة، فمنطقة مكة تسجل أعلى عدد من مستشفيات القطاع الخاص بالمملكة وهذا يحتاج إلى متابعة دؤوبة وهي من ضمن مسؤولياتنا واهتماماتنا التي سنعمل على متابعتها.

وشدد بلجون على أن كل هذه التحديات ستكون يسيرة في ظل ما تقدمه الدولة من تذليل كل الصعاب لخدمة ضيوف بيت الله الحرام والمواطنين والمقيمين.





تغييرات الوزراء

من جانبه، أوضح المدير العام للشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة سابقا عبدالسلام نور ولي لـ"الوطن" أن تعدد مديري صحة مكة يعود إلى التغير الواضح لوزراء الصحة خلال الفترة السابقة، وقال "كل وزير له رؤية في من يستطيع أن يدير إدارة هذه المنطقة وهي من ضمن صلاحياتهم المنوطة بهم ولكن ما لمسته خلال فترة عملي أننا مكملون لبعض، فالمسيرة على ما خطط لها في السابق وهذا هو التطور وإن تغير الأشخاص إلا أن العمل يسير وفق ما تراه الدولة".

وأضاف ولي أن بعض القياديين تم إعفاؤهم والبعض الآخر على طلبه وكل ذلك لم يكن عارضا لأي مشروع بل في كل عام نرى واجهة طبية جديدة وهو ما كان واضحا للجميع من خلال تجديد مستشفى الملك عبدالعزيز بالزاهر ومستشفى الملك فيصل بالششة فكلاهما تم نقله إلى مبان حديثة.

وقال "النجاح لن يقوم به شخص واحد بل هناك مجموعة من الأشخاص يعملون كفريق واحد وهذا ما كنا نصبو إليه خلال فترة إدارتنا وهذا ما لمسناه من المديرين السابقين، فالتطوير والمتابعة العليا يجعلان المشاريع غير متعثرة ومهما تغير المدير فالنظام سيجعل من معه في عمل مستمر، بل إن تعدد المديري قد يكون إيجابيا في بث الروح الفاعلة لتقديم ابتكارات جديدة يستفيد منها الجميع".


خصوصية مكة

إلى ذلك، أوضح أستاذ القانون الإداري المساعد بكلية إدارة الأعمال الدكتور أحمد الشمري لـ"الوطن" أن أهمية الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة جعلتها مرتبطة بوزارة الصحة، إذ تمثل للقيادة العليا بالوزارة الأهمية الكبرى، فمع كل تغير في الوزراء نجد ردة هذا الأمر على صحة مكة من دون الإدارات الأخرى. وقال "إذا نظرنا إلى وزارة الصحة وما تشهدها من تغيرات إدارية وتعيينات لقياديين جميعها صحيحة استنادا لنص المادة السادسة من نظام الخدمة المدنية التي خولت للوزير تعيين موظفين في وزارته وتفويض بعض صلاحياته وبالمقابل فهو المسؤول أمام مجلس الوزراء عن أعمال وزارته".

وأضاف الشمري أن الصحة خلال الفترة السابقة تعاقب عليها خمسة وزراء وهي دلالة واضحة على حرص الدولة على تقديم الخدمة المميزة للمواطنين والمقيمين.

وقال "تغيير مديري صحة مكة دلالة على التغيير الواضح في أعلى هرم بالوزارة، لذا فإن كل مسؤول له نظرة في من ينفذ تلك الخطط، فمكة هي واجهة المسلمين وبها موسما العمرة والحج، لذا الدولة تجدها تسعى بكل قوة لخدمة الإسلام والمسلمين بتقديم أرقى الرعاية الصحية، لذا هذا التغيير في صحة مكة هو مقياس حقيقي لنجاح وزير الصحة".

"الوطن" بدورها تواصلت مع المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني عبر الاتصال المباشر وكذلك الرسائل النصية إلا أنه لم يرد.