40 عاما وقد تزيد؛ كان خلالها الصقر السعودي المخضرم الأمير المتفرد سعود الفيصل وزيرا للخارجية. وحين نسترجع كل ذكرياتنا القديمة في وقوف المملكة ضد كل معتدٍ لا يمكن لنا أن نغفل دور هذا الرجل في التصدي -بحنكته وصدقه ومبادئه، وغيرته على وطنه وعروبته التي يعرفها العالم جيدا- لكل من يحاول المساس بالمملكة وأمنها.

إن مجرد القراءة في سيرة هذا الرجل والدخول في تفاصيل كيفية إدارته لساعات يومه المزدحم تجعلك في ذهول، كيف لبشر أن يحتمل كل هذه الضغوط والأعمال والسفر والاجتماعات والقضايا الدولية ومجالس الأمن..؟ وبعد أن وحين ترجل عن منصبه كوزير للخارجية وجب علينا أن نقول له شكرا.. شكرا لأنك كنت تسهر وتنتقل من طائرة لطائرة ومن بلدٍ لبلد كي تقوم بواجبك الوطني حتى نسيت نفسك.. شكرا لأنك استهلكت كل وقتك وجهدك بل وحتى صحتك وجسدك المنهك من أجل رفع راية لا اله إلا الله محمد رسول الله.. أنت رمز وطني حقيقي، وحتى حين ترجلت من وزارة السياسة الخارجية عادت إليك السياسة من باب أوسع فكنت صاحب ثقة المليك ومستشاره الخاص للشؤون السياسية.. فما أعجب ولا أغرب من ارتباط الحبيب بالمُحب!

ولعل مهمة وزير الخارجية عادل الجبير شاقة ومفصلية، وبكل صدق في غاية الصعوبة.. فالتركة والتاريخ لمن سبقه تجعله أمام اختبار حقيقي.. أسأل الله أن يكون على قدر هذه المسؤولية العظيمة وأن يعينه على استمرار توهج وقوة سياستنا الخارجية التي اعتدناها خلال العقود السابقة.. وليس ذلك إن شاء الله بغريب، وهو من قضى عمره في العمل الدبلوماسي منذ أن كان عمره 24 عاما.

ختاما:

شكرا سعود الفيصل على ما قدمت.