أشار أكاديمي يمني إلى أن القصف المتكرر من جماعة الحوثي المتمردة على الحدود السعودية، واستهدافهم مدينتي جازان ونجران دافعه الحقد على المملكة، التي رفضت اختطافها لليمن، ووقفت مع الشرعية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي.

وقال الباحث في شؤون الجماعة الحوثية، زايد جابر، في تصريحات إلى "الوطن" أمس "الجماعة المتمردة تؤكد للمجتمع الدولي، بهذه الأعمال اليائسة أنها ليست مع السلام، ولا ترغب في حلول سياسية للأزمة، كما أنهم يعبرون عن حالة إفلاس، وحقد شديد على المملكة، التي رفضت ممارساتهم المعيبة بحق اليمنيين، واختطافهم للوطن، واجتياحهم للمدن بقوة السلاح، والاعتداءات المتكررة التي يرتكبونها بحق المدنيين، في كل مدن البلاد. وهم بهذا يعطون المملكة الحق القانوني الكافي في اتخاذ كل ما تراه من إجراءات ضرورية، ليس فقط لمساندة الشرعية في اليمن، وإنما للدفاع عن أرضها، وحماية مواطنيها، وحفظ مصالحها، ولا يستطيع أحد أن يعترض على هذا الحق الذي تقره وتضمنه كافة المقررات الدولية وميثاق الأمم المتحدة".

ومضى جابر بالقول "الحقد الأسود في نفوس الحوثيين تجاه مملكة الخير زاد وانتشر، لاسيما عقب نجاحها في احتضان مؤتمر إنقاذ اليمن، الذي حقق نتائج طيبة فاقت التوقعات، وأدى إلى وحدة كل الفصائل اليمنية، في وجه العدوان الحوثي، ومهد نحو خطوات فعلية، من شأنها أن تؤدي إلى زيادة العزلة حولها، وحليفها المخلوع، علي عبدالله صالح، لذلك فهي تعبر عن نفسها بهذه الأعمال الطائشة التي لا يمكن أن تؤثر على دولة بحجم المملكة، وإمكاناتها العسكرية الكبيرة، وهي قادرة بحول الله على إيقاف هذه التصرفات العبثية الصبيانية في وقت سريع إذا أرادت، لكنها كما اعتادت حريصة على أرواح المدنيين، ولا تريد إزهاقها. لذلك مارست قدرا كبيرا من ضبط النفس شهد به العالم أجمع".

واستطرد جابر بقوله "على المجتمع الدولي والعالم أجمع أن يكون على ثقة من أن هذه الجماعة المتمردة لا تريد السلام، وليس في قاموسها تقدير لمعاني السلم والاستقرار، فقد اعتادت على سفك الدماء، وتظن أنها من الذكاء بحيث تستطيع إقناع العالم برغبتها في الحوار، بينما تتحرك قواتها على الأرض، كما حدث خلال الهدنة الإنسانية التي أقرتها قوات التحالف بقيادة المملكة، لتمكين تسريع المساعدات الإنسانية للمدنيين، مع أن هذه الأساليب أصبحت من الماضي السحيق. لذلك على مجلس الأمن أن يكون أكثر حسما وحزما تجاه تنفيذ قراره الأخير رقم 2216، وممارسة الضغوط المشددة على المتمردين، وإرغامهم على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وأن يقبلوا التحول إلى حزب سياسي، ويلقوا الأسلحة".

واختتم جابر تصريحاته بالقول "الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة يكمن في دعم المقاومة الشعبية بالأسلحة النوعية التي تمكنها من رد قوات التمرد، ورجال القبائل جاهزون للذود عن وطنهم بأرواحهم وكل ما يملكون، لكنهم ينتظرون فقط تزويدهم بالسلاح الكافي، لمواجهة الترسانة الحربية التي يتمتع بها المتمردون بعد أن نهبوها من مخازن الجيش، بتواطؤ ودعم من الرئيس المخلوع، صالح، ويمكن إدخال قوات برية محدودة، إذا دعت الحاجة في عدن، لإنشاء منطقة آمنة تستطيع الحكومة الشرعية اتخاذها لتصريف أعمال الدولة، وأن تكون منطلقا لتحرير كل المدن من قبضة الانقلابيين.