حذرت الأمم المتحدة من أن عشرات آلاف الأشخاص الهاربين من المعارك في دولة جنوب السودان يواجهون خطر المجاعة بسبب قطع طرق التموين وعدم قدرتهم على زراعة المحاصيل.

وأضافت أن القتال بين القوات الحكومية والمتمردين أدى إلى قطع طرق التموين المعتادة، ويمكن أن يقطع طرق إجلاء النازحين.

وتابعت أن الحرب الأهلية المستمرة منذ 17 شهرا في جنوب السودان أدت إلى نزوح مليوني شخص، وفي ولاية الوحدة التي تشهد أسوا المعارك في شمال البلاد هناك قرابة 500 ألف مدني محرومون من المساعدات الأساسية التي يحتاجونها بصورة عاجلة. وأن النزوح الأخير للسكان في معقل المعارضة بولاية الوحدة يأتي خلال فترة مهمة جدا بالنسبة لموسم زراعة المحاصيل.

في غضون ذلك، وجه مجلس الأمن تحذيرا شديد اللهجة لطرفي الحرب في جنوب السودان، مهددا بـ "إمكانية اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد مثيري العنف"، وأشار المجلس في بيان أصدره أمس إلى أن صبر المجتمع الدولي قد نفد "تجاه قادة الجنوب، من حكومة ومعارضة، بسبب تقديم مصالحهم الخاصة على مصالح الشعب، ومواصلة الاقتتال الأهلي الذي راح ضحاياه عشرات الآلاف، إضافة إلى تشريد مئات الآلاف من مناطقهم". ورفض المجلس كل الأسباب المؤدية إلى تصاعد أعمال العنف في جنوب السودان، وأكد أن هناك إجراءات ستتخذ قريبا ضد من يهددون السلام والأمن والاستقرار في البلاد.

وأضاف: هناك أعمال عنف واسعة النطاق ترتكبها قوات حكومة جنوب السودان في ولاية الوحدة بغرب البلاد، مما أسفر عن نزوح أكثر من 100 ألف من المدنيين، كما منعت هذه القوات الوكالات والمنظمات الإنسانية من إيصال المساعدات إلى ما يقرب من 300 آخرين بالمناطق المتضررة.

وأكد أعضاء المجلس إدانتهم للانتهاكات المتكررة من القوات الحكومية وقوات المتمردين لاتفاق وقف الأعمال العدائية الذي تم التوصل إليه في 23 يناير الماضي. ودعوا جميع الأطراف إلى الانخراط وبدون أي شروط في عملية السلام التي تقودها الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) لإيجاد حل سياسي للأزمة، ووضع حد للصراع.