كان بالإمكان أن يشهد قطاع هيئة الإذاعة والتلفزيون تحولات جذرية خلال الفترة الماضية، لأن الفترة كانت ديناميكية الحركة في الشأنين الداخلي والخارجي، فبدلا من الحديث عن معاناة إنهاء العقود لبعض الموظفين كان بالاستطاعة أن تكون العقود أرقاما سمانا مع بعض التعديلات والقرارات الجريئة كتوقف بعض القنوات وضم أخريات بهدف توحيد الجهد وتعزيز المحتوى.
في وزارة الإعلام لا شيء سوى مجيء وزير جديد ورئيس لهيئة الإذاعة والتلفزيون، وعندما لا نقول "لا شيء" فهذا لا يعني أنها لم تعمل، بالعكس، ولكن كان وما زال سقف التوقعات عاليا جدا بسبب إيقاع الحكومة الجديدة في العمل نحو الإنجاز المقرون بالسرعة، وكذلك مرجعية الوزير كونه شابا أتى من وسيلة إعلامية خاصة.
فمن مشكلات التلفزيون السعودي وقنواته اعتماده الكبير على الإنتاج عبر شركات ومؤسسات الإنتاج الإعلامية، والمصيبة الأعظم هي اعتماد تلك المؤسسات والشركات على أبناء التلفزيون في الإنتاج، عملية تبدو معقدة لكنها في الحقيقة إشكالية أحدثت خللا من وجهين، حيث صرفت الأموال للأبناء عبر وسيط، والمنتج تجاري، ولهذا لا ننتظر إخلاصا من العاملين.
التلفزيون السعودي بحاجة إلى دراسة تكشف عن إمكاناته البشرية والتقنية في العاصمة والمناطق والمحافظات، شريطة أن تكون المعلومات جاهزة في غضون أشهر وعليها تصاغ الاستراتيجية والأهداف واتخاذ القرار الذي يحقق الأهداف ويخدم الشاشة التي أعيت من يداويها.