أمست حياتنا ضوءا.. وأصبحت صورة..!
زاد من اهتمام الناس بالصورة، كثرة مواقع التواصل الاجتماعي خلال السنوات الماضية - "سوشيال ميديا" - تلك التي تعتمد اعتمادا مباشرا على الصورة، فلا يمكن لك أن تكون نشطا دون الصورة والفيديو!
ولسنا استثناء.. لسنا وحدنا الذين نعشق الصور والتصوير.. لسنا وحدنا من استهوته ثقافة الصورة ووقع في غرامها.. نحن كغيرنا من شعوب الأرض.. بل إن الماضين منا تحديدا، قبل مئة سنة، كانوا -ربما- أشد عشقا منا للصور، وأكثر حرصا عليها.. كانوا يقفون أمام صندوق خشبي أسود دقائق طويلة؛ بينما المصور تحت غطاء قماشي أسود، يجري تجاربه، حتى يخرج لهم المولود / الصورة!
وعلى كل حال فأجمل الصور هي ما تنشر البهجة، أو ترسم بسمة، أو تحفظ ذكرى، أو توثّق حدثا، أو تقرّب بعيدا، أو تكشف عن مأساة.. كثير من الصور الفظيعة ما تزال عالقة في ذاكرة الناس، لو فتشت في ذاكرتك الآن ستخرج بصور كثيرة.. محمد الدرة.. إعدام عمر المختار وصدام حسين، صورة النسر الذي ينتظر وفاة طفل فقير.. أيضا صورة ذلك الطفل الأفريقي الذي كان يسحب يد والدته الملقاة على الأرض بعدما فارقت الحياة لكي يلحقا بقوافل الهاربين من الجوع..
الصورة وسيلة مهمة لرصد الحياة اليوم.. من هنا وهذه خلاصة المقال اليوم - لا يجب أن نتعامل مع التصوير برهبة أو ريبة.. طالما أن الصورة تساعدنا في علاج مشاكلنا فمرحبا بها، ومرحبا بمن يلتقطها.. مرحبا بالمصوّر طالما هو يساعدنا على كشف عيوبنا وأخطائنا.. ومرحبا بالصورة طالما تساعدنا في مراقبة الشأن العام.. ونستطيع بواسطتها أن نعرف أدق التفاصيل!
من أي شيء نخاف.. أهل الخليج يقولون في أمثالهم الشعبية "لا تبوق ولا تخاف".. لا يجب محاسبة المصور الذي يرصد الخطأ، بل يجب مكافأته، وتقدير عمله!