ناديان كبيران على مستوى القارة الآسيوية لكل منهما نجاحاته وبطولاته وتاريخه وإرثه الذي يتجاوز الخمسين عاما والأربعين بطولة، وجماهير عاشقة بالملايين داخل المملكة وفي الخليج وبعض الدول العربية، ولا شك أنهما عنوانان رئيسان في تاريخ كرة القدم السعودية.

الليلة يلتقي البطل مع البطل وكلاهما في جاهزية تامة واكتمال واستقرار للفوز على الآخر مع اختلاف الأهداف والمبررات والطموحات، لعل أقلها عدم الخسارة من الغريم التقليدي في أي وقت وفي أي زمان وهو "الديربي" الأبرز في منطقة الشرق الأوسط بدون منازع ويحظى بتغطية إعلامية واسعة ومتابعة غير تقليدية.

النصر المتصدر الحالي بفارق نقطتين عن الأهلي والبطل السابق للدوري يدخل اللقاء بطموحات عالية لتحقيق الفوز الذي سيقربه خطوة مهمة وقوية للاحتفاظ باللقب الكبير (بطل الدوري) الذي تتغنى به كل جماهير الأندية في عالم كرة القدم، وإن كان التعادل والخسارة لا يعنيان انتهاء حظوظه في البطولة ولكنهما حتما سيضعفان آماله وسينتظر نتائج منافسه القوي النادي الأهلي في لقاءيه أمام التعاون الليلة وأمام الاتحاد في الجولة الأخيرة.

الهلال يعيش مرحلة انسجام وثبات وتطور في الأداء مع مدربه الجديد، مستقرا في المركز الثالث وتعتبر مباراة النصر له مفصلية في تأكيد تطور مستواه وأيضا حرمان منافسة التقليدي من تحقيق بطولة جديدة وهو ما سيجعل لقاء الليلة تاريخيا مهما في سجل لقاءات الفريقين وستكتب صفحات وصفحات بعد نهاية المباراة الحلم.

شخصيا حضرت مباريات النصر والهلال منذ نهائي دوري عام المملكة وهو أول دوري رسمي يلعب بطريقة الذهاب والإياب على مستوى المملكة أقيم عام 1975 وفقا للخطاب الموقع باسم الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم حينها الأمير فيصل بن فهد وأقيم بين 16 ناديا تغلب النصر في المباراة الختامية بثلاثة أهداف لهدف وحقق الكأس واللقب الكبير.

طوال الأربعين عاما الماضية والفريقان يقدمان النجوم تلو النجوم وحظوظهم في البطولات لا تغيب ومنافستهما تتسم بالقوة والندية والمهارة والعطاء المتدفق والمتعة الحقيقية للعبة.

اليوم المباراة متكافئة عناصريا وفنيا سيتفوق فيها المدرب الأذكى واللاعب الأمهر والفريق صاحب الروح القتالية العالية والجماعية والهدوء والتركيز، وهي مثل كل المباريات قد تحدث فيها أخطاء تحكيمية تؤثر في نتيجتها ولكنها حتما ستكون منضبطة تكتيكيا وقد يلجأ الفريقان لعدم استعجال النتيجة وقد يفاجئ أحدهما الآخر بأسلوب مختلف في ما عرف عنه من أداء، الاحتمالات كثيرة ولكنها بدون جدال مباراة بطولة ومباراة حاسمة ومباراة ستشهد الكثير من المتعة.

الأهلي يترقب اللقاء الكبير في إستاد الملك فهد الدولي بنفس الاهتمام لمباراته الليلة مع التعاون حيث يظهر الفارق الفني بين الأهلي وضيفه التعاون، ولذلك تعتبر نتيجة المباراة مضمونة للأهلي ولكن نتيجة ديربي الرياض تهمه كثيرا تماما، كما تهم الخصمين اللدودين لكونها ستفتح الأمل له لتحقيق بطولة الدوري الغائبة عنه منذ (32) عاما.