كشف الباحث في الآثار خالد الفريدة العثور على كمية كبيرة من "رؤوس أسهم مسننة"، من صناعة الكنعانيين والعماليق، الذين استقروا في الأحساء في الألف السادس قبل الميلاد.
وأوضح الفريدة خلال خلال محاضرته "صناع الحضارة في الأحساء"، بالمقهى الثقافي في فرع جمعية الثقافة والفنون بالأحساء، مساء أول من أمس، أن الكنعانيين والعماليق كانوا استقروا في مواقع أثرية قريبة من "عين قناص" شمال بلدة المراح التابعة للأحساء "حاليا"، وكانوا على تطور كبير، وحضارتهم مميزة، وظهرت بعض الصناعات الحجرية لديهم، وتميزوا في الاستئناس بالحيوان، وأوقدوا النار وامتازوا بصناعة الفخار والمدن السكنية والزراعة، كما سكنوا على ضفاف الينابيع في الأحساء، ورحلوا بعد ذلك إلى البحر الأبيض المتوسط. وانتقد تعدد المسميات للمواقع والمعالم الأثرية أخيرا، مستشهدا بتعداد مسميات جبل القارة أو الشبعان أو الصفا أو التهيمية أو المشقر، مبينا أنه لا بد أن تكون لتلك المسميات دلالات تعريفية لإطلاقها، وسعي الباحثين إلى ضبط الدلائل المادية من نقوش وكتابات ووثائق لإثبات مسمى المكان.
واستهل الفريدة المحاضرة التي أدارها المدير العام لهيئة السياحة والآثار في الأحساء المكلف وليد الحسين، بالتأكيد على استقرار الإنسان في الأحساء منذ الخليقة، وأنه كان لموقع الأحساء الاستراتيجي المميز ووفرة المياه والنبات التي مثلت أماكن مناسبة للرعي دور كبير ومغر لهجرات عدد كثير من القبائل من داخل الجزيرة للمنطقة، مبينا أنه نتج عن ذلك صراع كبير بين تلك القبائل، إذ حاولت كل منها بسط نفوذها على المنطقة، لافتا إلى أن هناك عدة هجرات تعاقبت على الأحساء قديما، قدم جزء منها من الشمال من بلاد ما بين النهرين أو من السواحل الفينيقية والجزء الأخر قدم من جنوب الجزيرة العربية، وأن المنطقة استقبلت الهجرات الأولى والقادمة من الشمال، وذلك ما بين الألف السادس والألف الأول قبل الميلاد، وهم الذي أسسوا المواقع المصنفة ضمن المواقع الحجرية بالمنطقة، واستقرت هذه الأقوام فترات بالمنطقة بعدها اتجه جزء منهم للشمال بهجرة عكسية والجزء الآخر استمر بالهجرة جنوبا، والبعض فضل البقاء بالمنطقة، وأثر في شكل وميزة الحضارة بالمنطقة وأعطاها التميز عن غيرها بالجزيرة العربية، وذلك من خلال الصناعات البدائية أو صناعة الفخار أو الزراعة، التي ظهر فيها هذا التميز بشكل كبير من ناحية تطور قنوات وطرق الري والمحاصيل الزراعية وأدواتها والثروة الحيوانية التي قل أن تجدها في غيرها لأنها جاءت من خلال تلك الهجرات من خارج الامتداد الحضاري للجزيرة العربية.
بدوره، أوضح الباحث في الآثار عضو هيئة التدريس في جامعة الملك فيصل بالأحساء الدكتور سعد الناجم، خلال مداخلته في ختام الأمسية، أن قبيلة بني عامر أقدم من قبيلة بني خالد في الأحساء، مشيرا إلى فحص الحمض النووي المعمول أخيرا، يوضح أن بعض سكان حي السياسب في المبرز من بني عامر وليست من بني خالد، ولذلك كثير من الأسر تحسب خالدية وإنما هي طائية، لذا الأمناء منهم يقولون خالدي النسب طائي الأصل، مؤكدا أن مشروع فحص الحمض النووي يهدف إلى التأصيل والتأكيد وحتى يحق الحق، مشددا على أن سكان الأحساء كانوا من القبائل العربية عدا بعض العائلات القليلة.