دعا المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" الدكتور عبدالعزيز عثمان التويجري المجتمع الدولي إلى تحرك سريع وجاد لوقف خطر تدمير الممتلكات الثقافية في مناطق النزاع، من خلال تدابير تنفيذية تمنع الوصول إلى هذه المواقع التاريخية، ليس فقط من جانب الجماعات الإرهابية، بل أيضا من قبل القوات النظامية في بعض الدول التي ترتكب هي الأخرى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وتدمر الموروث الثقافي الإنساني، في إشارة إلى النظام السوري. وأكد التويجري في كلمة له خلال الندوة الدولية التي نظمها البرلمان المغربي في مقره بالرباط، حول حماية الموروث الثقافي العالمي المهدد بالتدمير، أن العالم اليوم يمر بمرحلة مضطربة يتعرض خلالها الأمن والسلم الدوليين لمخاطر شتى، وتعاني فيها شعوب كثيرة أشد المعاناة من الحروب المدمرة، ومن الصراعات العرقية والمذهبية، ومن الاحتلال وما يترتب عليه من انتهاكات لحقوق الإنسان. وقال "إن الوضع الخطر الذي يسود مناطق عدة حول العالم تُرتكب خلاله جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ويكون من ضحاياها ليس البشر فحسب، بل الموروث الثقافي بصورة عامة"، لافتا إلى أن النزاعات المسلحة دمرت المعالم التاريخية والمباني الأثرية ودور العبادة والمتاحف التي تضم الآلاف من المقتنيات الحضارية التي لا تقدر بثمن، وأُحرقت المكتبات الغنية التي تضم نفائس المخطوطات النادرة، فمحيت نتيجة لهذا التدمير الممنهج والكاسح، صفحات مهمة من الذاكرة الإنسانية. وأشار إلى أن ما حدث في العراق وسورية من قضاء على الموروث الثقافي الإنساني وتحطيم لآثاره وتدمير لمعالمه، لم يحدث حتى في الحربين العالميتين الأولى والثانية.

وأبرز ما تضطلع به منظمة الإيسيسكو من حرص على حماية الموروث الثقافي الإنساني.

إلى ذلك، يهدد تقدم تنظيم داعش في وسط سورية مدينة تدمر الأثرية التي لجأت إليها مئات العائلات هربا من معارك اندلعت منذ يومين بين التنظيم وقوات النظام السوري.

وتعد آثار مدينة تدمر واحدة من ستة مواقع سورية مدرجة على لائحة التراث العالمي عام 2006، أبرزها قلعة الحصن في حمص والمدينة القديمة في دمشق وحلب (شمال).

وقال المدير العام للمتاحف والآثار السورية مأمون عبدالكريم لوكالة فرانس برس الخميس، ردا على سؤال في اتصال هاتفي "إنها اللحظة الأصعب بالنسبة إلي منذ أربعة أعوام. إذا دخل تنظيم داعش إلى تدمر فهذا يعني دمارها. إذا سقطت المدينة فستكون كارثة دولية".

وأضاف "سيكون ذلك تكرارا للبربرية والوحشية التي حصلت في نمرود والحضر والموصل"، في إشارة إلى المواقع والآثار العراقية التي دمرها مقاتلو التنظيم في العراق في فبراير ومارس الماضيين. وتعرض أكثر من 300 موقع ذي قيمة إنسانية في سورية للدمار والضرر والنهب خلال أربع سنوات من النزاع وفق ما أعلنت الأمم المتحدة بناء على صور ملتقطة من الأقمار الاصطناعية. ونجم جزء من هذه الأضرار عن المواجهات العسكرية فيما وقع بعضها الآخر نتيجة "عمليات تنقيب غير شرعية وأعمال جرف أحيانا".

وحذرت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) أيرينا بوكوفا خلال مشاركتها الأربعاء في مؤتمر عقد في القاهرة، من أن تدمير المتطرفين للمواقع الأثرية في الشرق الأوسط بلغ "مدى غير مسبوق" ودعت إلى جهود دولية لحماية الآثار في المنطقة.

وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي التقى أمس المدير العام لمنظمة اليونسكو "إيرينا بوكوفا" التي تزور مصر حاليا. وأوضح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية السفير علاء يوسف أن "بوكوفا" أكدت دور مصر الرائد في العالم العربي والإسلامي، واستعداد المنظمة لتطوير تعاونها ودعمها لمصر في مختلف المجالات استنادا لتاريخ التعاون الوثيق بينهما. وأشار إلى تشديد الرئيس السيسي على الأهمية التي يكتسبها عمل المنظمة في المرحلة الراهنة، لا سيما بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط التي تواجه عددا من التحديات. ولفت السفير يوسف إلى تأكيد الرئيس السيسي أهمية إنشاء مركز إقليمي لأفريقيا يتبع منظمة اليونسكو من أجل تدريب الكوادر الأفريقية على مختلف الأعمال المتحفية، والحفاظ على الممتلكات الثقافية وتخزينها وترميمها بالشكل العلمي الجيد.

كما التقت بوكوفا رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام في بيروت وجرى خلال اللقاء استعراض تطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة ومستجداتها، إضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك.