تشتهر مدينة تدمر الأثرية المهددة اليوم من تنظيم الدولة الإسلامية بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية التي تشهد على عظمة تاريخها، بعد أن وصل التنظيم إلى مسافة كيلومتر من آثار المدينة الواقعة في جنوبها.

تعد المواقع الأثرية في مدينة تدمر المعروفة باسم "لؤلؤة الصحراء"، واحدة من ستة مواقع سورية أدرجتها منظمة اليونيسكو على لائحة التراث العالمي. وتتوسط آثار تدمر التي تبعد مسافة 210 كيلومترات شمال شرقي دمشق، بادية الشام وتمتد على مساحة كبيرة. وظهر اسمها للمرة الأولى على مخطوطة يعود تاريخها الى القرن الـ19 قبل الميلاد عندما كانت نقطة عبور للقوافل بين الخليج والبحر المتوسط وإحدى محطات طريق الحرير.

لكن تدمر عرفت أوج ازدهارها إبان الغزو الروماني بدءا من القرن الأول قبل الميلاد وخلال أربعة قرون متلاحقة. وباتت تعرف في اللغات الإغريقية واللاتينية باسم "بالميرا" المشتق من معنى النخيل باللغات الأجنبية. وذاع صيت تدمر بوصفها واحة خصبة وفاخرة في وسط الصحراء، بفضل ازدهار تجارة التوابل والعطورات والحرير والعاج من الشرق، والتماثيل والزجاجيات من فينيقيا.

وكان سكان المدينة قبل وصول المسيحية في القرن الثاني بعد الميلاد يعبدون الثالوث المؤلف من الإله بعل ويرحبول (الشمس) وعجلبول (القمر). واستغلت تدمر الصعوبات التي واجهتها الامبراطورية الرومانية في القرن الثالث لإعلان مملكة تمكنت من هزم الفرس وباتت زنوبيا ملكتها. واحتلت زنوبيا عام 270 بلاد الشام كلها وجزءا من مصر ووصلت إلى آسيا الصغرى، لكن الإمبراطور الروماني أورليان استعاد السيطرة على تدمر واقتيدت زنوبيا إلى روما فيما انحسر نفوذ المدينة.