في استمرار لتجاوزاتها وخرقها الهدنة الإنسانية التي أقرتها المملكة في اليمن، لتسريع دعم المدنيين بمواد الإغاثة والإمدادات الطبية، ودخلت حيز التنفيذ الفعلي مساء الثلاثاء الماضي، واصلت قوات التمرد الحوثي قصفها مدينة تعز، ما دفع قوات المقاومة الشعبية إلى الاشتباك معها في معارك شرسة أسفرت عن مصرع 17 من مسلحي الحوثي وإصابة تسعة آخرين، في مواجهات دارت بمنطقة حوض الأشرف بتعز، كما أسفرت المواجهات أيضا عن سقوط قتيل من المقاومة وإصابة خمسة آخرين.

وفي أحياء المرور والحصب وشارع الستين تجددت الاشتباكات بعد مهاجمة الحوثيين مواقع عدة للمقاومة الشعبية، ومحاولتهم السيطرة عليها، وسيطرت المقاومة الشعبية على حيي الشماسي والأشبط وسط مدينة تعز. كما حاول مسلحو الحوثي التقدم نحو منطقة جبل العروس الاستراتيجية الذي تسيطر عليه المقاومة الشعبية، إلا أنها ردت على أعقابها.

وأشارت مصادر من داخل المقاومة إلى أن الاشتباكات الأخيرة زادت من الوضع الكارثي الذي تعيشه مدينة تعز، في وقت كان فيه السكان يأملون في استغلال الهدنة الإنسانية لشراء حاجاتهم الضرورية. وأضافت أن منظمات الإغاثة ظلت غير قادرة عن دخول المدينة لإغاثة السكان، بسبب حدة القصف الذي شنه المتمردون.

كما حاولت كتائب صالح وميليشيات الحوثي التوغل صباح أمس باتجاه الأحياء التي سيطرت عليها المعارضة خلال الأيام الأخيرة، ودارت اشتباكات عنيفة تكبد فيها المتمردون خسائر جسيمة في الأرواح والمعدات العسكرية.

كما اندلعت اشتباكات قوية شمال المدينة باتجاه محيط شارع الستين والخمسين، ففي شارع الخمسين هاجم رجال المقاومة الشعبية كتائب صالح وميليشيات الحوثي عند محاولتها إعادة الانتشار في أماكن أخرى أكثر أهمية، كما صد رجال المقاومة الشعبية المسنودون بأفراد الجيش من اللواء "35" مدرع واللواء"17" هجوما لتلك الكتائب والميليشيات في منطقة العرسوم شمال شرق المدينة عندما حاولت التقدم نحو مرتفع يطل على شارع الأربعين الممتد بين سوق قات عصيفرة ودوار سوفتيل.

وأضافت مصادر من داخل المدينة أنه لم يكن يسمع أثناء الاشتباكات والقصف المتبادل سوى صراخ أفراد ميليشيات الحوثي وصالح، وأن الثوار عثروا صباح أمس على جثتي حوثيين، إحداهما تم التعرف عليها وتعود إلى مسلح من أبناء المنطقة كان يقاتل في صفوف الحوثيين، والأخرى مجهولة الهوية، وأن مسلحي الحوثي قاموا بتصوير الجثة المجهولة ثم تركوها في مكانها وأمروا أبناء منطقة العرسوم الشرقي بدفنها، فيما قامت أسرة الجثة الثانية بأخذها ودفنها، وأنهم تكبدوا خسائر بشرية غير قليلة. كما أعلنت المقاومة الشعبية عن تمكنها من أسر ثمانية عناصر من ميليشيات الحوثي وكتائب الرئيس السابق صالح مع كامل عتادهم الشخصي في حي الجمهوري.

كما واصل المتمردون الحوثيون المدعومون بفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح خرق الهدنة في مدينة عدن، وقصفوا مناطق جعولة ومنطقة البساتين وجبهة المطار طريق الجسر وجبهة العريش في عدن، نحو ثلاث مرات منذ بدء الهدنة. وأكدت مصادر من داخل المدينة أن اشتباكات عنيفة دارت بين مقاتلي المقاومة الشعبية والمتمردين الحوثيين المسنودين بفلول المخلوع، مضيفة أن عشرات القتلى والجرحى من الانقلابيين سقطوا خلال المواجهات.

وكانت قيادة تحالف إعادة الأمل أعلنت أول من أمس أن الحوثيين استمروا في خرق الهدنة الإنسانية في اليمن منذ دخولها حيز التنفيذ مساء الثلاثاء، مؤكدة حرصها على إنجاح الهدنة، وقالت إنها ستتخذ الإجراءات المناسبة في الوقت ذاته لردع خروق الحوثيين.

ووفقا لبيان التحالف، فاستمرت الميليشيات الحوثية في تحركاتها وتنفيذ عمليات عسكرية واستهداف منازل المواطنين بالدبابات والصواريخ في كل من محافظات عدن وأبين ولحج والضالع وشبوة وتعز ومأرب.

وحذرت قيادة التحالف في بيانها "الميليشيات الحوثية وأعوانها من أن ضبط النفس والالتزام بالهدنة لن يستمر طويلا إذا ما استمرت تلك الميليشيات في ممارساتها وخروقها الهدنة"، مشيرة إلى أنها "ستتخذ الإجراءات المناسبة لردع مثل هذه الأعمال".