صفة أصبحت مناسبة لوصف بعض العرب مع الاعتراف بحقوق الملكية لخالد عبدالرحمن الشهير (بمخاوي الليل).. والعربي مخاوي الحرب إما أن يكون "متقعدن" أو "متدعشن" أو "متحوثن" أو "متنصرن متأرين" (نسبة لنصر إيران) والقائمة تطول؛ وهذا المنسوب لفصيل أو فرقة أو حزب أو دولة أو طائفة تراه يحمل السلاح ويلوح به؛ أو يناوله لطفل صغير مستهينا بالحياة أو لاعبا كرة القدم بجماجم البشر!
مخاوي الحرب لديه حسابات في كل مواقع التواصل لأنه إذا لم يلوح بالسلاح، وما لم يلغم نفسه أو ينتظر حتفه في مكان ملتهب بالنار فلديه متسع من الوقت للتعاطي مع البشر كإنسان يسعى إلى أن يكون منهم ولكنه يفشل غالبا لأنه يعري نفسه ويكشف جهله المخجل بالحياة ويقدم بضاعته المزجاة التي غالبا ما تكون أقل القليل إلا أنها تنثر الشظايا في وجوه المتعاطين معه.. فيصور نفسه وهو يحرق جوازه؛ أو يرقص على أنغام وأهازيج معادية ألفها ولحنها وصورها ووضعها في فضاء الإنترنت الواسع!
مخاوي الحرب إما أن يفجرك أو يكفرك أو ينحرك (شلك أو جمع كلا لك) وهو واثق أن الحق كل الحق معه ويسعى لتوثيق جرائمه بطريقة سينمائية تصبح في سرعة فلكية من الأكثر مشاهدة!
لماذا أميل في هذا المقال للسخرية المرة؟
سؤال قد يدور ببالك وأنت تحاول أن تقرأني وأقول لك لأن الوضع أصبح مبكيا من سورية لمخيم اليرموك لعدن (فعلى الخريطة كلنا أغراب)، كما قال نزار. ولم نعد قادرين على استيعاب ما يحصل.
هل هي الطائفية أم أن الطائفية مجرد مطية؟
حين توجه سهام الحوثي إلى نجران نعلم أن الطائفية ليست دافعا، فنجران بها السني والشيعي، ومدافع الهاون لا تتأكد من ولاء من تقع على رأسه!
من صنع هذه الفوضى التي سمعنا طويلا أنها فوضى خلاقة؟ وهي كذلك فقد خلقت للموت أسبابا أو سببا جديدا وهو أن تموت دون أن تدري لمَ قتلوك! ويتكرر السؤال منْ خلف هؤلاء القتلة؟
أي قراءة لما يكتب المنتمون لهذه الجماعة تكشف أنك بين مُغَرِّر للشباب يعرف ما يريد ويدفع بالأمور باتجاه إرادته ومُغَرًّر به يتسلح بالآيات التي تدعو للجهاد وتحث عليه ضد الأعداء بينما هو يحارب المسلمين! وبين الشقين لن تجد من يحاورك إلا بتهمة أو شتيمة فأنت مذموم ملوم ولست إنسانا يستحق الحوار بل التخوين فقط! لأن الأول يملك الإرادة ولا يريدك أن تقاومها والثاني لا يملك إلا الأفكار المزروعة داخل رأسه التي أغلقوا عقله عليها وبينوا له أن من يحاوره فيها يستحق الموت!
السؤال الذي يبحث عن إجابة ولا نكاد نصل إليها أو نتفق عليها: من يصنع هذه الجماعات ومن يزودها بالمال؟
لنأخذ ثلاث جماعات واضحة القاعدة وهي صنيعة أميركية في البداية زرعتها للإطاحة بالاتحاد السوفيتي أو تفكيكه لتسيطر عليه وتم لها ذاك، ثم حزب الله والحوثي وهما تابعا إيران المخلصان!
القاعدة تخلت عنها أميركا بعد أن تم لها ما أرادت، بل ولاحقت كبيرها حتى أطاحت به؛ بينما إيران لا تزال تغذي نبتها الشيطاني الذي يقوى مع الأيام ويشتد عوده ويثمر الفوضى في كل شبر يطأ عليه.
بقيت جماعة داعش أو أي جماعة قادمة تلوح في الأفق لن تخرج عن هذين الصانعين؛ إلا أن داعش تمتاز أن من صنعها اتفاق أميركي إيراني خفي ظهر اليوم فقد أوهمتنا أنها قادرة على الإطاحة ببشار، ثم تخلت عنها وشنت عليها الحرب لتبقيها في حدود رسمتها لها بعد أن جعلتها تتوسع وتثير الرعب على طريقة أفلام (الأكشن) التي تعبر عن إنسان الغابة الذي يقتل بوحشية! أما إيران فمهدت لها الأرض وقالت لها: اشدد بخيلك ورجلك ومدت لها ما تشاء بين سورية والعراق. داعش اليوم تزود بالسلاح وتتحكم بسعر البترول عالميا لتخفضه ولديها المصورون المحترفون وقتلة العالم يجتمعون في عش الدبابير في الرقة ويموتون أو يحيون القضية المهمة هي أن داعش باقية وتتمدد هو ذاته شعار البقاء لأميركا. الشاهد على هذا المنطق أن داعش لا تشكل أبدا خطرا على بشار ولا على إسرائيل ولا نجد أي مخاوف إسرائيلية أو إيرانية منها تعادل صرخات إيران من الهجوم على اليمن وحنجرة حسن زميرة المبحوحة!
الهدف الاستراتيجي من داعش بقاء بشار ودور إيران وتسويق سلاح ماما أميركا! ولا حول لنا كأفراد إلا القول ختاما: يا شباب لا "تتقعدن" ولا "تتدعشن" ولا "تتحوثن" فالحياة هبة تستحق أن تعاش وتستمتع بها.