إلى وزير الحج الخلوق الدكتور بندر الحجار، أود أن أقول إن هناك مثلا عربيا يقول "يحج والناس راجعة"، ما يعني أن القول أو الفعل يكون عادة في غير أوانه، وبشكل متأخر، ولم يكن في الموعد المحدد له.

ما يحدث أن وزارة الحج أحيانا تحج متأخرة، وتتعامل مع الصناعة التلفزيونية للحج وكأنها أمور روتينية مسلمة، يمارسها من يتناوبون منذ عشرات السنين على الوزارة دون تقويم لنتائجها.

ما يحدث عادة، أن القنوات التلفزيونية تبدأ الحديث عن شعائر الحج بعد أن وصل الحجاج إلى مكة بيومين أو ثلاثة وفي أفضل الأمور عشرة أيام، لتكون كل المعلومات والمواد الفيلمية والبصرية التي تم إنتاجها ونشرها وتوزيعها مخصصا لأناس لا يرتدون ملابس الإحرام.

أي أن الهدف لم يتم إصابته كما ينبغي.

هذا الأمر هو محور أحاديث كثير من السفراء والقناصل السعوديين في الخارج الذين ألتقي بهم في رحلات سفر مختلفة، ويعاتبون فيها وزارة الثقافة والإعلام، وأظن العتب يجب أن يكون موجها إلى وزارة الحج التي تحتاج فعلا إلى جهد تلفزيوني سنوي استثنائي متخصص، ولديه خبرة حقيقية في الصناعة التلفزيونية، وإلى تحليل سنوي مستمر لنتائج الأداء للعام السابق، كي يقف المسؤولون فيها على معلومات دقيقة كيف أثر البعد التلفزيوني لأحد أركان الإسلام في مليار ونصف مسلم على وجه الأرض. الوزارة تحتاج إلى ورشة عمل تلفزيونية احترافية استشارية، وإلى جدولة مهمات، لإنتاج برامج توعوية مختلفة تتم دبلجتها إلى كل اللغات التي تتحدث بها الألسنة المسلمة في العالم.

بعد ذلك، تأتي خطة النشر والتوزيع، وهي خطة توزيع بالإمكان إسنادها إلى إحدى الشركات ذات الخبرة، ولأن أهمية المواد التلفزيونية للحج ستكون واضحة من خلال أثرها الذي سنلمسه جميعا إذا ما تم نشرها وبثها في الوقت المناسب، وأثق تماما أن جميع شبكات التواصل وبكل اللغات ستتداول وتهتم بأمر الحج، كما أنه يجب توظيف كثير من أدوات التواصل المفقودة نظرا لغياب استراتيجية إعلامية ذكية خاصة. منها مثلا، تطبيقات الموبايل، أو تطوير الموقع بشكل تفاعلي أفضل مما هو عليه.

ما أكتبه اليوم عن وزارة الحج وأهمية وجود خطط إنتاج تلفزيونية احترافية، لا يلغي إطلاقا دورها وجهدها في كثير من المنجزات ليس آخرها الضغط لتأسيس سعر عادل ومنطقي للحجز الاقتصادي لعموم المسلمين، وهذا موضوع يحتاج إلى مقال خاص.