أولى مراحل العلاج هي الاقتناع بوجود العلة، فإذا لم تعترف بأنك مريض لن يستطيع الطبيب علاجك!
مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني غير مقتنع بوجود التعصب الرياضي، ومع ذلك يطلق مبادرة "فِرقنا ما تفرقنا"؛ للحد من ظاهرة التعصب الرياضي، بالتعاون مع رابطة دوري المحترفين السعودي.
كشف المبادرون عن تفاصيل المبادرة في حفل توقيع الاتفاقية، إذ أوضح أمين مركز الحوار الوطني فيصل بن معمر أن المبادرة تأتي في إطار جهود المركز المستمرة في تقديم وإيجاد مبادرات مجتمعية لمعالجة كل القضايا التي تمس النسيج المجتمعي، ووصف "فِرقنا ما تفرقنا" بأنها مبادرة وطنية تؤكد على قيم الحوار والتلاحم الوطني للحد من "مظاهر" التعصب الرياضي من خلال برامج وفعاليات وأنشطة بما يحقق ويعزز المصلحة العامة للرياضة مع التمسك بالثوابت الوطنية، وترسيخ قيم الحوار وسلوكياته، ونشر مبادئ الروح الرياضية، ومعالجة السلوكيات الخاطئة الناتجة عن التعصب، لتحفيز دور متابعي الرياضة بكل ميولهم في جانب المسؤولية الاجتماعية لإبراز تاريخ الرياضة السعودية المشرف بالمنجزات في جميع المناشط الرياضية. كما عدّ رئيس مجلس إدارة رابطة دوري المحترفين السعودي محمد النويصر، إطلاقَ المبادرة مرحلةً انتقالية إلى رياضة سعودية من دون تعصب.
المبادرة وأهدافها وفكرتها جميلة وسامية، لكن الطريف كما أشارت صحيفة "الشرق الأوسط"، أنه خلال إطلاق المبادرة قدم استطلاع للرأي قام به مركز الحوار الوطني عن ظاهرة التعصب الرياضي، وظهرت نتائجه معاكسة للفكرة والأهداف التي يسعى إليها المبادرون، إذ أظهر الاستطلاع محدودية التعصب الرياضي في السعودية، فبحسب عينات عشوائية على المجتمع السعودي ظهر أن التعصب يراوح بين 3% و7.6%، وأشارت النتائج إلى أن معظم ما يتم تداوله في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي من أشكال ومظاهر التعصب الرياضي ما هو إلا تهويل إعلامي.
ننفي وجود التعصب الرياضي، ونطلق مبادرة وطنية للحد منه، نتهم الإعلام بتهويل بعض التصرفات وتوصيفها بأنها تعصب رياضي، ثم نوقع الاتفاقات لمحاربة التعصب!