وقت كان شبابنا السعوديون يقفون في الشوارع، يحاولون أن يقنعوا ولو حارس الأمن أن يعبروا تلك البوابات المنيعة، أن تطأ أقدامهم شبرا من مداخل البنايات الفاخرة.. كانت مؤسساتنا الإعلامية، مقروءة ومسموعة ومرئية، لا تترك بابا لا تُشرعه لآخرين من كل صوب، من بوابة المدخل، لباب المدير، لأبواب المكاتب، وانتهاء بالمستودعات. ويا للأسف فبعض هؤلاء، وبعد أن أتخمت أوداجهم ثراء في مؤسساتنا، غادرونا إلى جهات أخرى، وانهالوا على هذا البلد، وهذا الشعب المسكين بأقبح الكلمات إسفافا، وصارت أوداجهم تنتفخ غضبا بشعارات الكرامة والمقاومة والكذب.

كم مرة سمعنا من يسيء إلينا، إلى شعب بأكمله، ويسمينا -امتهانا- بَدْوا، ويصفنا بالعبيد!

هذا الكلام ليس موجها لعموم إخوتنا من الإعلاميين العرب، فلهم الاحترام، وفيهم كبار وفضلاء. الحديث موجه أولا إلى مؤسساتنا نفسها، ثم لأولئك الذين شتمونا بعد شبع!

حسنا، لِم هذا الكلام؟ لأن "روتانا" فعلت شيئا آخر، ففي حلقة خاصة لاحتفال المحطة بمرور عشر سنوات، قدمها الصديق علي العلياني، واستعرض فيها عددا كبيرا من البرامج في مختلف المجالات، وأسماء كثيرة من الشباب السعودي؛ مقدمين ومعدين ومراسلين ومصورين وفنيين.. إلخ، كان المشهد صدقا يشرح الخاطر. نأمل فقط لهذا الخط الذي مشى فيه تركي الشبانة وعلي العلياني ومن معهم، أن يتسع وينمو ويتطور، فالسعوديون يمكنهم أن ينجحوا أيضا!