مثير ما يحدث في الرسائل المرئية عبر الشبكة الاجتماعية: "سناب شات"، فسهولة التصوير والتحميل جعلا من كشف تفاصيل حياتنا جزءا من برنامجنا اليومي، دون إغفال ميزته السابقة، وهي عدم القدرة على حفظ المقاطع المحمّلة، ما جعل جمهور الفتيات يقبلن بشدة على التطبيق، مع ملاحظة وجود عدد من البرامج تستطيع تسجيل وحفظ هذه المقاطع حاليا.

الأمر الملاحظ هنا هو أن مقاطع "سناب شات" تحوي قدرا كبيرا من الواقعية عكس التطبيقات الأخرى، ولا أعرف لماذا.

هل هو بسبب عدم ظهور أرقام المتابعين أمام الآخرين، أم إنه يعتمد على التصوير الفوري ولا يقبل المقاطع الممنتجة؟ على عكس "الإنسقرام" أو "تويتر"، أعتقد أنها مجموعة من الأسباب، لكن أهمها أننا ومع كل ظهور شبكة اجتماعية جديدة نخلع سترا إضافيا من تفاصيل حياتنا، حتى أضحى يومنا مشاعا للجميع، فمن لم يجدك في "الإنسنقرام" أو في "تويتر"؛ فحتما سيجدك هنا في "سناب شات"، وبالطبع فإن المستقبل يعد بمزيد من الشبكات التي لن تبقى للخصوصية الفردية أي شيء.

من جهة أخرى، يحاول بعض الشباب الاستفادة من ثورة "سناب شات" بتقديم محتوى مرئي مفيد، غير أنه يصطدم بأن رسائل هذا التطبيق لا تصمد سوى ليوم واحد فقط، ما دفع البعض إلى محاولة توثيق "سناباته" عبر حفظها في منصة اجتماعية أخرى كـ"يوتيوب"، لكن هذا العيب هو ما حولته إدارة "سناب شات" إلى ميزة تنافسية، حينما دعت مجموعة منتقاة من الشبكات التلفزيونية والصحفية لتقديم محتوى يومي سريع عبر قنوات ثابتة، وهو ما حقق نجاحا كبيرا، لأن المواد المحملة ذات رتم سريع ومحتوى خفيف يناسب الفئة المستهدفة هنا.

التطبيقات الاجتماعية متلاحقة، ولا يكاد نجم أحدها يضيء حتى يأفل نجم تطبيق سابق، ولكن يبقى التحدي دوما في من يسرق الأضواء ويراكم المتابعين، ويبدو أن "سناب شات" هو نجم هذه الأيام.