قبيل سريان الهدنة أمس، كثفت طائرات التحالف العربي لردع المتمردين الحوثيين في اليمن، ودعم شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، غاراته مستهدفا قواعد عسكرية ومخازن سلاح تابعة للمتمردين وفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح التي تدعمهم.

ففي جبل نقم، شرق العاصمة صنعاء، استهدفت الغارات مستودعات الذخيرة والصواريخ، ما أحدث انفجارات قال سكان العاصمة إنها الأعنف منذ بدء عمليات عاصفة الحزم أواخر مارس الماضي، مشيرين إلى أن الطائرات أطلقت على المستودعات 25 صاروخا خلال عشر دقائق، ما شكل كرة هائلة من اللهب في محيط المكان، وأسفر عن مصرع العشرات وإصابة المئات وسط المسلحين المتمردين. وفي محافظة صعدة، شمالي اليمن، تجدد القصف العنيف من طيران التحالف لمواقع الحوثيين. وأكد شهود عيان أن الطائرات أطلقت عشرات الصواريخ على أهداف عسكرية في مديريات كتاف والملاحيظ وباقم وشدا بصعدة. ويجيء هذا القصف بعد أن جدد المتمردون اعتداءاتهم أول من أمس على مدينة نجران.


إصابة عشرات المتمردين

وكذلك شنت طائرات التحالف غارات على مواقع تدريب عسكري للحوثيين بين منطقتي مشبعة والمآذن في رداع جنوب العاصمة، كما استهدفت الغارات أيضا مواقع للدفاع الجوي بالجبانة شمال الحديدة ومطارها غرب اليمن.

أما في مديرية سناح بالضالع، فاستهدفت غارات التحالف تجمعات المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للمخلوع صالح في المجمع الحكومي، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات منهم حسب مصادر طبية. وشملت الغارات مواقع لهم في تعز، إضافة إلى معسكر ومخزن سلاح في الحديدة. كما شمل القصف الجوي تجمعات وخطوط إمداد الحوثيين في مدينة عدن جنوب البلاد.

وعلى صعيد المواجهات التي تدور بين المتمردين والثوار في مدن يمنية عدة، تواصلت الاشتباكات في مدينتي تعز وعدن، وسط قصف متصاعد من الحوثيين وحلفائهم للمناطق التي تدافع عنها المقاومة الشعبية.


استهداف المدنيين

وأكدت مصادر من داخل مدينة تعز أن المتمردين الحوثيين أطلقوا أمس أكثر من 20 قذيفة هاون من معسكر الأمن المركزي بتعز على قرى جبل صبر المطل على المدينة، الذي تسيطر عليه المقاومة، ما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص بينهم أطفال، إضافة إلى أضرار لحقت بالمنازل. كما أطلقت دبابة للمتمردين نيرانها على المجمع القضائي في جبل جرة حيث تتمركز المقاومة، وحي الشماسي. وكانت مصادر تحدثت عن تقدم ميداني للمقاومة في بعض جبهات القتال بتعز, وتحدثت عن مقتل 15 من مسلحي جماعة الحوثي بالمدينة أمس. كما سيطر مقاتلو المقاومة على مناطق جديدة كانت تحت سيطرة الحوثيين، بينها شارع المرور ومبنى البحث الجنائي ومواقع عسكرية في المنطقة.





سيطرة المقاومة

وأكد رئيس المجلس العسكري للمقاومة الشعبية بالمدينة، العميد الركن صادق سرحان، أن المقاومة تسيطر على معظم المناطق وتحقق انتصارات كبيرة في مواجهة المتمردين، مشيرا إلى أن المجلس العسكري الذي تم تشكيله الأربعاء الماضي يهدف لتوحيد كيان المقاومة الشعبية والعسكرية وتنظيم عملها على الأرض وصولا إلى تحرير تعز واستعادة الشرعية. ودعا قوات التحالف إلى توفير الدعم بالسلاح النوعي لتجاوز فارق القوة، مؤكدا أن المقاومة تحتاج الأسلحة الرشاشة والمعدات الثقيلة ومضادات الدروع والذخائر ووسائل اتصالات متقدمة. وعلى صعيد عدن، واصل المتمردون قصفهم العشوائي على المناطق السكنية في منطقتي خور مكسر وكريتر, بينما اندلعت اشتباكات عنيفة بينهم وبين المقاومة الشعبية في حي صلاح الدين. وتحاول قوات الحوثيين التوغل باتجاه مصفاة النفط في منطقة البرقة بعدن، إلا أن مقاتلي المقاومة الشعبية تصدوا لها في أكثر من موقع وأفشلوا خططها، على غرار مات حدث عند تسللهم إلى أطراف منطقة الممدارة بمديرية الشيخ عثمان شمال عدن.

أما في محافظة شبوة، فحققت المقاومة الشعبية تقدما كبيرا، حيث شارفت على اقتحام مدينة عتق مركز المحافظة، بعد أن استعادت منطقة المصينعة غرب المدينة إثر اشتباكات قتل فيها مسلحون حوثيون. وفي محافظة الضالع، لقي 11 متمردا حوثيا مصرعهم وأصيب عشرات آخرون في معارك عنيفة. كما قتل عشرات المسلحين في محافظة الحديدة، بعد أن ألقى ثوار قنبلة يدوية على تجمع للمتمردين.