الكاميرا كائن ذو عين واحدة، لكنه ربما يسقط ذا العينين إذا لم يقدر قيمته! كانت الكاميرا في يد المخرجين، ولا تعمل إلا بأمر المنتجين، ولا تقدم إلا "التمثيل" الذي كثيرا ما يصور الواقع حسب رأي "قاص" ورؤية "تاجر" يبحث عن الكسب المادي، أو "ممثل" يريد المزيد من الشهرة! لكن التطور التكنولوجي الذي منح الهواتف الذكية "عينا" وجعل الكاميرا الرقمية في يد الجميع، نقل "الكاميرا" من "التمثيل" إلى "الواقع". كان المسلسل أو الفيلم يحتاج فريقا كبيرا ليقدم المنتج عملا يدعي فيه أنه يخدم المجتمع. ولم ينجح أهل الفن كثيرا، لكن اليوم يقدم أحد الهواة مقطعا يخدم المجتمع أكثر من 10 مسلسلات، لأن الفرق في "صدق" تصوير الواقع!

الكاميرا صديق لا يُؤمن جانبه، ربما يقدمك قربى لتزداد شعبيته عند المجتمع.

الكاميرا صديق صدوق، يكشف الخلل في المجتمع، ويحفظ اللحظة الجميلة للتاريخ.

كاميرا المواطن والهاوي دخلت خط الإعلام، وأصبحت "صورة عابرة" تحرك الإعلام، وأحيانا تفعل ما لم يفعله الإعلام، وكان في السابق مفهوما تخوف "بعض" المسؤولين من الكاميرا؛ لأنها كانت نادرة الخروج عليهم، لكنه لم يعد مفهوما ولا مقبولا "جُبن" بعض المسؤولين اليوم من الكاميرا، وهي التي أضحت في جيب كل إنسان، وأمسى الناس يوثقون كل شيء، وينشرونها عبر وسائل التواصل الحديثة!

(بين قوسين)

مسؤول ينهر مواطنا فتسقطه كاميرا، وآخر يصفع كاميرا فيُعفى من منصبه بعد ساعات، وشاب يعتدي على كرامة طفلة فتوقفه الكاميرا عند حده وتعيده إلى رشده.. وكثير من الأمثلة.