تقدير جميل، واحتفاء كبير قدمته قناة "المجد" الفضائية ببعض مذيعي التلفزيون السعودي الكبار الذين أمضوا سنوات يقدمون لنا نشرات الأخبار قبل أن نغرق في طوفان الفضاء ويختلط علينا الغث بالسمين.

احتفت "المجد" بالمذيعين/ سبأ باهبري، وعبدالله الشهري، وعبدالله حمزة، وقدمتهم كأعضاء لجنة تقييم في برنامجها الجديد "مذيع على الهواء"، الذي يقدم مساحة تنافسية بين شباب يطمحون أن يعتلوا الشاشة، ويديروا كراسي المذيعين، بعد أن يتنافسوا على درجات لجنة التحكيم، وأصوات المشاهدين أو رسائلهم النصية.

جميل أن تعمل "المجد" على إبراز المواهب الشابة، وتسعى لصقلها بتقييم كبار مذيعي التلفزيون السعودي.. وجميل أيضاً أن يكون البرنامج تكريمياً لمذيعي التلفزيون السعودي الذين لم يحظوا طوال مشوارهم بشيء من التكريم والتقدير قبل هذا.. وجميل جداً أن يدير حلقات البرنامج الإعلامي القدير فهد السنيدي.. إلا أن ما يعكر صفو تلك الجماليات، الأخطاء الإخراجية التي كان يجب على المجد عدم الوقوع فيها وهي صاحبة مشوار طويل في البث الفضائي، وكذلك الاستغلال المادي للبرنامج من خلال تصويت المشاهدين عبر رسائل الجوال، التي كنا ننتقد البرامج الشعبية بها، لأنها توحي إن لم تكن تجزم للجميع أن الهدف "مادي"، وكأن البرنامج الداعم للموهوبين.. أصبح تجارياً قبل أن يكون داعماً ومبرزاً للمواهب الشابة.

والملاحظ أيضاً أن طريقة التنافس في البرنامج لا تكشف جوانب إبداع وتميز الشباب في التقديم لأن أغلب وقتهم يسيطر عليه ضيوفهم الذين جاؤوا بهم لمحاورتهم في دقائق معدودة، فمن غير الممكن أن تقيّم مذيعا قال (كلمتين) ثم ترك المجال لضيفه بالحديث عن موضوع (ما).

وبعيداً عن كل الانتقادات التي قد ينالها البرنامج (مذيع على الهواء)، لابد من القول إنه خطوة جيدة.. يكفي أنها لا تدعو للعنصرية ولا القبلية ولا مضيعة الوقت في صف الكلام والمفاخرة بالأمجاد كأننا وسط ساحة قتال.