واصل الثوار السوريون قتلهم عناصر حزب الله في معارك القلمون، وفيما أشارت عناصر داخل جيش الفتح إلى أن تسعة من جنود الحزب الطائفي لقوا مصرعهم أول من أمس في المواجهات، اعترف الحزب بسقوط أربعة عناصر فقط اليوم، هم محمد حسن هاشم من بلدة عين التينة، وعباس حسين ياسين وهو من بلدة زوطر الشرقية، وحسن محمد الموسوي من بلدة النبي شيث البقاعية، وباسل محمد بسمة من عين بعال.
وأشارت مصادر سياسية لبنانية - رفضت الكشف عن اسمها - في تصريحات إلى "الوطن" إلى أن قتلى الحزب يبلغ أضعاف هذا الرقم المعلن، لكن الحزب يخشى من ردة الفعل الشعبية، لا سيما في ظل تزايد عدد قتلى الحزب خلال الفترة الماضية، ما أدى إلى ارتفاع الأصوات المطالبة بسحب الجنود من الحرب في سورية. وأضافت المصادر أن من بين القتلة الذين سقطوا محمد رضا زراقط من قرية مركبا، وهشام كركي من الغندورية.
من جهة أخرى، أكد مصدر وزاري لبناني أن مداولات الاجتماع الأمني الموسع في السراي الحكومي أثبتت أن معارك القلمون الأخيرة تدور خارج الجغرافيا اللبنانية، وأن النأي بالنفس من جانب الجيش والقوى الأمنية اللبنانية في محله الصحيح، وهو انعكاس طبيعي لموقف الحكومة ورئيسها تمام سلام. واستبعد المصدر عرض هذا الأمر على مجلس الوزراء، لأنه ربما يحدث انقساما في ظل التزام الفريق الوزاري لقوى 8 آذار برؤية حزب الله للمعركة.
إلى ذلك، يواصل رئيس الوزراء الأسبق زعيم تيار المستقبل جولاته الخارجية، حيث وصل أمس إلى روسيا، ومن المقرر أن يلتقي اليوم عددا من المسؤولين الروس، وفي مقدمتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير الخارجية سيرجي لافروف، وقادة مجلس الدوما الروسي. وأوضحت مصادر مطلعة للصحيفة أن لقاءات الحريري ستتحدث عن نفسها، خصوصا لقاءه مع بوتين الذي سيتناول مجمل التطورات في المنطقة، من سورية إلى اليمن، وملفات لبنان الداخلية وسبل حمايته ودعم القدرات العسكرية والأمنية للجيش والقوى الأمنية، كذلك سيتناول هذا اللقاء حصيلة زياراته الأخيرة لواشنطن وأنقرة والدوحة ولقاءاته في الرياض مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وقادة مجلس التعاون الخليجي وعلى صعيد قضية العسكريين المختطفين، يترقب المسؤولون زيارة قريبة للموفد القطري الذي يتولى عملية الوساطة مع خاطفي العسكريين، إيذانا بوضع عملية تحريرهم قيد التنفيذ. إذ كشف مرجع رسمي أن "خلية الأزمة المعنية بمتابعة هذا الملف تنتظر عودة الوسيط القطري من تركيا في الأيام القليلة المقبلة حاملا معه النتائج الإيجابية لمفاوضاته النهائية مع مسؤولي تنظيم "جبهة النصرة" بعد أن يكون نجح في تذليل آخر العقبات التي تعترض إتمام صفقة التبادل للإفراج عن العسكريين الأسرى لدى هذا التنظيم"، لافتا إلى أن "مجرد عودة الموفد القطري إلى لبنان ستشكل مؤشرا لانطلاق آلية التنفيذ المتصلة بإنجاز الصفقة".