أحيانا أقول إن هذه طبيعة بشرية، ربنا يقول في محكم التنزيل "وخُلق الإنسان عجولا".
الناس متسرعون.. هذا هي طبيعة البشر.. يريدون كل شيء في وقت وجيز.. هذا أمر مزعج أحيانا: "ولو يعجل الله للناس الشر استعجالَهم بالخير لَقضي إليهم أجلهم".
أحيانا أخرى أقول الناس لا يُلامون.. الحياة أصبحت أكثر تعقيدا وصعوبة وقسوة، والصبر له حدود.. والناس اليوم ليست هي الناس في الأمس.. ولذلك أجدني ألتمس العذر للناس فيما يذهبون إليه ويطالبون به ويأملون في تحققه.
أمس القريب مضت 100 يوم على تولي الملك "سلمان بن عبدالعزيز" مقاليد الحكم ملكا للمملكة العربية السعودية، وخادما للحرمين الشريفين.. مرت المئة يوم كلمح البصر!
شهدت أحداثا كثيرة متتالية، وقرارات وتعيينات وإعفاءات وهدايا وتعديلات ليلا ونهارا!
ما كان يعتقد الناس بعدم إمكانية حدوثه أصبح أقرب مما يتصورون.. ما كان الناس يائسين من تحققه أصبح بين ليلة وضحاها أمرا وارد الحدوث.
شعر الناس بالحيوية.. استعادوا قدرتهم على الطموح والحلم.. مشاعر الناس تغيرت.. أحاديثهم تغيرت.. انطباعاتهم تغيرت.. لغتهم تغيرت.. البلد كله أصبح ينبض بالحياة.
لكن طبيعة البشر تستعجل الخير.. يريدون لأحلامهم المؤجلة أن تتحقق بين يوم وليلة.. يريدون لحاجاتهم أن تُقضى على جناح السرعة.. هذا أمر غير ممكن!
ولذلك دائما أقول لمن حولي.. تفاءلوا بالخير.. سلمان بن عبدالعزيز هو الحزم والعزم.. لكنه أيضا هو الخير والعطاء.
تفاءلوا بالخير لكن لا تستعجلوه.. القادم أفضل.. القادم أجمل.. القادم مبهج.
بلادكم في أيد أمينة.. في أيد كريمة.. في أيد حانية.. فقط ارفعوا أيديكم نحو السماء وقولوا: اللهم احفظ سلمان بن عبدالعزيز.. وأطل في عمره.. وارزقه البطانة الصالحة.