أكد المدير التنفيذي لدار الكتب في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب جمعة القبيسي أن المعرض حقق عددا من الإنجازات على مدى العقود الثلاثة الماضية، وأصبح محطة مهنية هامة لدور النشر في المنطقة والعالم، وهو أيضاً أحد أهم الأحداث الثقافية في المنطقة، حيث يترقبه المثقفون ليشاركوا في الحوارات والندوات الفكرية.
وتختتم النسخة الـ25 الحالية من المعرض دورتها اليوم، بعدما شهدت احتفاله بيوبيله الفضي من خلال برنامج ثقافي متنوع ركز على المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كشخصية محورية، بمشاركة أكثر من 600 مؤلف ومثقف من حول العالم في البرنامج الثقافي، بينما عرضت أكثر من 1181 دار نشر من 63 دولة حول العالم، أكثر من 500 ألف عنوان بـ30 لغة.
واعتبر القبيسي أن للمعرض مساهماته في تكريس المهنية في عالم صناعة النشر محلياً وإقليميا، وقال "من المعروف أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب ملتزم كلياً بحقوق النشر والمؤلف، ولا يقبل مشاركة الدور التي تخرق هذه الحقوق أو تعرض مواد مقرصنة، حيث سبق لنا إغلاق الدور التي لم تلتزم بذلك وحرمناها من المشاركة، وقد ساعدت هذه السياسة على تحسين مستوى المعروض، وانتبهت دور النشر إلى أهمية الالتزام بهذه الحقوق التي هي ضامن لحقوق جميع الأطراف بما فيهم دار النشر نفسها. أما على المستوى المحلي فنلاحظ اهتماما مضاعفا بصناعة النشر فقد بادر عدد من المثقفين إلى إنشاء دور نشر خاصة، وتتميز أعمالهم بالجودة من ناحية العناوين المطروحة والمنتج نفسه".
وأوضح القبيسي أن المعرض يدعم الناشرين بوسائل عدة، وقال "يستفيد الناشرون المشاركون في المعرض من البرنامج المهني المصاحب للمعرض، الذي تطرح من خلاله عدد من القضايا التي تتعلق بصناعة النشر، وتعرض فيه أحدث التقنيات التي توصل لها مطورو المهنة، ونظرا للإقبال الكبير على البرنامج فقد قمنا بتطويره هذا العام بحيث يتم منح شهادات للمشاركين تأكد حصولهم على خبرة كافية لبدء العمل في دار نشر أو تطوير العمل في دار نشر موجودة.
كما أن هناك إقبالا على منحة دعم الترجمة من وإلى اللغة العربية عبر برنامج "أضواء على حقوق النشر" التي أصدر من خلالها منذ عام 2009 أكثر من 600 عنوان في مختلف المجالات، وكل هذا يسهم في تطوير صناعة الكتاب عموما. ومن خلال علاقاتنا الوثيقة مع الناشرين نعمل على تطوير برامجنا بشكل مستمر".
أما عن الدورة المقبلة من 27 إلى 3 مايو 2016 فستشهد تطورا نوعيا في التنظيم وفي مستوى البرنامج الثقافي، وقال القبيسي "احتفلنا هذا العام بمرور 25 عاما على انطلاق معرضنا، غير أن عمر المعرض يتجاوز هذه السنين فقد بدأ عام 1981 وتوقف بضع سنوات ومن ثم عاد وأصبح سنويا، وطوال هذا الوقت تمكن المعرض من تأسيس خبرة ومرجعية متينة جعلت منه أكثر معارض الكتب نموا في المنطقة، واستنادا إلى هذه الخبرات المتراكمة سيقدم المعرض السنة المقبلة معرضا أكثر رسوخا من ناحية التقاليد المهنية، وسيكون تركيزنا أكثر على النشر الإلكتروني وتطوره وتقنياته الجديدة، ونوعية المطروح في النقاشات، خاصة مع إعلاننا إيطاليا ضيف شرف واتفاقنا مع السفارة الإيطالية في الدولة على تحضير برنامج نوعي، ومن جهة أخرى سنبدأ التحضير للبرنامج الثقافي والتخطيط لدورة العام المقبل منذ الآن".