جميع المعطيات من حولنا تؤكد أن الإجابة هي "نعم"! وتتأكد الإجابة بما لا يدع مجالا للشك في كل مرة تكون فيها في مجلس ما، ثم وبعد كمية كبرى من السؤال التقليدي "كيف الحال"؟ وكمية مماثلة من "طيبين" تسود فترة صمت طويلة حين يتشبث كل منهم بجهازه، ولا صوت يعلو على صوت "صرصرة" الضغط على لوحة المفاتيح!

ولكي تجيب عن السؤال المستلقي في عالي المقال: ما رأيك في تجربة قضاء يوم كامل دون هاتفك الجوال! جرب كيف ستجري الأمور؟ أنا سأخبرك ببعضها.

ما بين كل ثلاث دقائق تدخل يدك لا إراديا إلى جيبك بحثا عن هاتفك الجوال! وعندما تتذكر أنك قررت التخلي عنه مؤقتا؛ ستفكر جديا بعمل "فورمات" لدماغك، لمحو كل الخواطر السيئة منه!

أكثر من ذلك، فستصبح كطير قصت جناحاه لا تستطيع تقديم رجل ولا تأخير أختها دون جدول مواعيدك وخطة عملك التي حفظتها مسبقا في مفكرة جوالك، والتي لا تتذكر منها شيئا للأسف الشديد!

ليس هذا فقط، بل إنك لن تستطيع شراء تذاكر الطيران التي لم يتبق على موعد شرائها سوى بضع ساعات! لأنك وببساطة تحتفظ برقم الحجز في ذاكرة جوالك، حتى في صالة المغادرة لن يكون بمقدورك قراءة كتابك الإلكتروني الذي حملته من قبل في هاتفك المحمول، وحينها ستتفرغ للتأمل في مخلوقات الله ولحساب الرحلات المتأخرة!

كم الساعة الآن؟ من المؤكد أنك ستستعين للإجابة عن هذا السؤال بأحد الواقفين بجانبك ممن يمتلكون هاتفا خلويا.

غير أنه من المخجل جدا أنك ستضطر لتكرار السؤال السابق في كل مرة تحتاج فيها إلى معرفة الوقت!

حسنا.. هل تريد النوم الآن؟ يؤسفني القول إنك لن تستيقظ غدا في الوقت المحدد للذهاب إلى العمل! هل نسيت أن منبه جوالك هو وسيلتك الوحيدة للاستيقاظ من النوم؟

إذن.. هل تستطيع الآن الاستغناء عن جوالك ليوم واحد فقط؟ هل صحيح أننا أصبحنا أسرى للتقنية؟