أمام الضربات الحاسمة التي وجهتها لهم طائرات التحالف العربي خلال الأيام الماضية، لم تجد ميليشيات التمرد الحوثية المدعومة من فلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بدا من إعلان موافقتها على الهدنة الإنسانية التي كانت أعلنتها المملكة العربية السعودية، على لسان وزير خارجيتها، عادل الجبير الجمعة الماضي.

ونقلت الوكالة اليمنية للأنباء، سبأ، التي يسيطر عليها المتمردون، عن المتحدث باسم قوات صالح الحليفة للحوثيين، شرف غالب لقمان، قوله "بناء على مساعي بعض الدول الشقيقة والصديقة في إيجاد هدنة إنسانية، تبدأ يوم الثلاثاء المقبل، فإننا نعلن موافقتنا عليها". وبدورها، أعلنت ميليشيات الحوثيين استعدادها لـ"التعاطي بإيجابية" مع الهدنة، وفق ما نقلته أمس محطة المسيرة التابعة للحوثيين.

وحذرت شخصيات يمنية من عدم التزام الحوثيين بالمهلة، مشيرة إلى أن تاريخ المتمردين يشهد بأنهم لم يلتزموا بأي معاهدة أو اتفاق، مؤكدة إلى ضرورة تكثيف الضرب الجوي العنيف لهم، حتى موعد سريان الهدنة، في الـ11 مساء غد.

وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحديدة، غانم السعيد، إن العمليات الجوية التي شنتها طائرات التحالف العربي على صعدة خلال اليومين الماضيين، أرهقت المتمردين، واستنزفت مقدراتهم، وأرغمتهم على قبول الهدنة، بعد أن عاقبتهم على جرأتهم وتطاولهم على المدن السعودية الحدودية، وأضاف في تصريحات إلى "الوطن": "قلنا من قبل مرارا وتكرارا إن الحوثيين لن يتجاوبوا إلا مع أسلوب الضغط، ولن يلقوا بالا لمناشدات المجتمع الدولي إذا لم يتم توجيه ضربات موجعة لهم، فهؤلاء ليسوا جماعة سياسية حتى يتم التعامل معهم بذلك، وهم عبارة عن قطاع طرق وخارجين على القانون، استخدمتهم إيران لتحقيق أهداف خاصة بها. ولا ينبغي أن نعطيهم أكبر من حجمهم، أو أن نصفهم بأنهم جماعة سياسية".

ومضى السعيد بالقول "خلال الفترة الماضية تعامل المجتمع الدولي مع الحوثيين بأسلوب ديبلوماسي، ودعاهم مرات عدة إلى الانخراط في حوار سياسي، وإلقاء السلاح، والالتزام بالقانون الدولي. كما أن المملكة مدت لهم حبال الصبر طويلا، ودعتهم مرات عدة إلى الحوار والمشاركة في البحث عن سبل كفيلة بوضع حلول للأزمة، وتجاوزت عن كثير من أخطائهم، لكن الجماعة المتمردة أصمت أذنيها عن كل ذلك، وارتضت السير في طريق العنف، ولم تتجاوب مع كل دعوات العقل التي أطلقها المخلصون، فكان لزاما مواجهتها باللغة التي تعرفها".

وتابع قائلا "عندما وجهت المملكة ضرباتها الجوية المؤلمة للحوثيين، وأذاقتهم شدة القصف تجاوبوا فورا وهذا يثبت أن هناك حاجة ماسة في الوقت الحالي لتكثيف الضرب الجوي على معاقل التمرد في صعدة ومران، حتى تنتهي كل المقدرات العسكرية التي كانوا يعولون عليها، وينوون توجيهها نحو صدور المدنيين".

واختتم السعيد بالقول "لا بد للمتمردين أن يعوا أن المملكة قررت هذه الهدنة لخدمة السكان المدنيين، وأنها استجابت لدعوات المجتمع الدولي لتحقيق هذا الهدف، وهي الطرف الأقوى والمسيطر على جبهات القتال في الوقت الحالي، وأن التمرد هو المتضرر من العمليات العسكرية التي لا تسير وفق مصلحته، لذلك فإن أي خرق أو تجاوز للهدنة، لن يقابل سوى بمزيد من الحزم والحسم، وأن طائرات التحالف على أهبة الاستعداد لتوجيه ضرباتها الساحقة لمواقعهم، وأن المجتمع الدولي سيحدد في هذه الحالة من هو الطرف المتسبب في انهيار الهدنة. وعليهم مراعاة مصالح المدنيين العزل، لا سيما في بيئتهم الحاضنة في صعدة ومران، فالشعب اليمني كله يعاني من انعدام المشتقات البترولية، وانقطاع التيار الكهربائي، وعدم وجود مياه صالحة للشرب. كما أن غالبية المستشفيات توقفت عن العمل لعدم وجود وسائل الطاقة، والنقص الحاد في الإمدادات الطبية، والأدوية المنقذة للحياة".