استبعد محلل سياسي يمني إقدام طهران على خرق الحصار البحري الذي تفرضه دول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، مشيراً إلى أن الإعلان الإيراني في هذا الصدد إنما هو مناورة، تريد منها طهران الإعلان عن وجودها، بعد تراجع دورها بسبب التعامل الحاسم لغرفة عمليات التحالف مع أي طائرة أو سفينة تريد دخول الأراضي اليمنية.
وقال الأستاذ في جامعة تعز، الدكتور عبدالرحيم السامعي، إن إيران تشعر بأن دورها في اليمن قد انتهى، وهذه حقيقة يدركها كل متابع للشأن السياسي، فقد عزلتها المملكة عن التدخل في هذا البلد، منذ أن أطلقت عملية "عاصفة الحزم" في السادس والعشرين من مارس الماضي. لذلك تحاول بين كل فترة وأخرى الإعلان عن وجودها، والإيحاء لعملائها الحوثيين بأنها لا زالت تقف إلى جانبهم، وتعمل على مساعدتهم. مع أن العالم كله يشهد بأن دورها اقتصر على إطلاق التصريحات الجوفاء والتهديدات التي لا تحمل أي مضمون".
ومضى السامعي بالقول إنه لا يعتقد أن إيران يمكن أن تقدم على هذه المجازفة، لاسيما في ظل الموقف الأميركي الواضح بضرورة احترام الحظر الجوي والبحري والبري على جميع منافذ اليمن، الذي فرض بموجب قرار مجلس الأمن الأخير رقم 2216، وتابع "الموقف الأميركي في غاية الحزم، ولم تكتف وزارة الدفاع الأميركية بالتأكيد على أهمية احترام القرار الدولي، بل أرسلت المدمرة يو اس اس فاراجوت إلى سواحل اليمن لمتابعة الموقف على الأرض، لذلك فإن كل ما تتفوه به طهران لا يعدو كونه مناورة مكشوفة الأهداف والأغراض". وأضاف "المملكة العربية السعودية تتمتع بعلاقات واسعة مع كل دول العالم ومنظماته الدولية، لذلك لن تضحي واشنطن بهذه الدولة المؤثرة في العالم لأجل إيران، كما أن وقوفها مع طهران يعني مخالفتها الواضحة للشرعية الدولية التي طالبت المتمردين اليمنيين بالخروج من المدن التي اجتاحتها في سبتمبر من العام الماضي".
وعن ضرورة استمرار الحظر المفروض على اليمن، قال "ينبغي للحظر أن يستمر، وأن لا يتم تخفيفه، إلا بصورة موقتة، مهما كانت تضحيات اليمنيين ومعاناتهم، فهو السبب الرئيس في انهيار قدرات المتمردين الحوثيين، إضافة إلى ضربات التحالف العربي المتتالية، فالمتمرد الحوثي لم يعرف في تاريخه القبول بهدنة، فقد كان في السابق يبادر بالاعتداء، ويفرض على خصومه الهدنة، ثم يعود في اليوم التالي لنقضها. لذلك فإن إعلانه الحالي بقبول الهدنة يعد أكبر دليل على انهيار قواته، ورغبته في إيجاد مخرج آمن من المأزق الذي وضع نفسه فيه، فقد تأكد فعليا تحت وطأة عقاب طائرات التحالف، أن الهجوم على نجران وجيزان لم يكن مزحة، إنما جرأة غير محمودة عليه أن يدفع تكاليفها".
واختتم تصريحاته بالقول "المتمرد الحوثي ينهار في جميع جبهات القتال، نتيجة لاستنفاذ قواه، ففي تعز بات وضع المقاومة أفضل بكثير، وتمكنا من طرد المليشيات المعتدية خارج المدينة، ولا وجود لأي انقلابيين في وسطها، عدا بعض الجيوب الصغيرة الموجودة في الأطراف، التي تعمل المقاومة جاهدة على تطهيرها وإعلان خلوها من التمرد، ويمكن القول إن 90% من المدينة باتت بأيدي المقاومة الشعبية".
وكان أمين عام جمعية الهلال الأحمر الإيراني، علي أصغر أحمدي، قد أشار إلى أن بلاده تنوي خرق الحظر، في محاولة ثانية بعد فشلها بذلك جوا الأسبوع الماضي. وزعم أن بلاده تنوي إرسال شحنة مساعدات إنسانية تشمل أدوية ومؤنا وخياما.