كشف مدير مبادرة "أصدقاء القراءة" أحمد طابعجي أن الناشر العربي لا يطبع من الكتاب الواحد أكثر من ثلاثة آلاف نسخة، وأن توزيعها يحتاج إلى ثلاث سنوات من التوزيع والتشجيع لإقناع القراء العرب باقتناء الكتاب.
جاء ذلك خلال احتفالية أقامها برنامج "جليس" الثقافي بنادي جدة الأدبي أخيراً.
وأوضح طابعجي أن أرقام التوزيع في الدول العربية مقارنة بالغربية مخجلة بالنسبة للعرب، وقال "لا مقارنة بين الطرفين إطلاقا، والبون شاسع بينهما كبير جدا لصالح الدول الغربية".
واعتبر أن مشروع أصدقاء القراءة يهدف إلى إعادة "أمل القراءة" التي يجب أن تتصدر المجالس والملتقيات العامة والخاصة، ومحاولة إعادة الهوية التي لطالما انعكست سلبيا على واقعنا العربي، ليحدث التحول من "أمة اقرأ لا تقرأ" إلى "أمة اقرأ عادت تقرأ".
كما قدم المهتم بفن صناعة القراءة المدير العام لمؤسسة نقش المعرفة وضاح بن هادين ورقة عمل "واقع القراءة في العالم العربي"، دار حولها كثير من النقاشات الفكرية، حيال تراجع نسب القراء في الدول العربية، التي وصفها بـ"المخجلة".
وأضاف أن الدراسات العربية المتخصصة الفكرية التي أجرتها مؤسسة الفكر العربي، ومركز الملك عبدالعزيز الثقافي، تظهر واقعاً مزريا بشأن مستقبل القراءة، إلا أنه في المقابل استبشر بالمشاريع الشبابية التي بدأت خلال العامين الماضيين والتي تملأ الفضاء العربي المعرفي، وعدها خطوات صحية للعودة للقراءة وبخاصة من الشباب.
ووفقاً لتقرير اليونسكو، فإن أعلى نسبة للأمية هي في الوطن العربي، والقراءة تأتي في المرتبة الأخيرة، بالنسبة لاهتمامات العربي بعدما تعددت هواياته واهتماماته، فبلغ معدل القراءة عند الفرد العربي ست دقائق سنويا مقابل 200 ساعة للفرد الأوروبي والأميركي.
وذكرت دراسة اليونسكو أن الطفل الأميركي يقرأ تقريبا ست دقائق في اليوم، بينما يقرأ الطفل العربي 7 دقائق سنويا. وأن عدد ما يصدر من الكتب عربيا سنويا حوالى 5 آلاف كتاب، مقابل 35 ألف كتاب في اليابان، و85 ألف كتاب في الولايات المتحدة الأميركية. مشروع أو مبادرة "أصدقاء القراءة"، انطلق عام 2011، من نافذة موقع التواصل الشهير تويتر، ليتوسع شيئا فشيئا حتى وصل إلى أكثر من 26 برنامجا، ويديره أكثر من 66 شابا وشابة من العالم العربي.
وقال طابعجي "أزمة القراءة لا تنفك عن باقي أزماتنا التي نعايشها في المجتمع العربي، أسوة بالأزمات الاقتصادية والسياسية والتعليمية والاجتماعية التربوية"، وعاد لتأكيد معلومة مهمة وهي أن أزمة القراءة تعد تخلفا حضاريا".