أثار مصطلح "الترادف" جدلا واسعا بين أعضاء هيئة التدريس في كلية الآداب بجامعة الملك فيصل بالأحساء، وذلك خلال محاضرة "الترادف في اللغة العربية" التي نظمتها اللجنة الثقافية في الكلية أول من أمس.
وبدا الاختلاف جليا بين كل من رئيس قسم اللغة العربية في الكلية الدكتور عبدالعزيز الخثلان، وعضو هيئة التدريس الدكتور عماد هلال في محاضرة هذا الأخير، فيما انقسم أعضاء هيئة التدريس الآخرين "الحضور" ما بين مؤيد ومعارض لكل من الرأيين.
واستهل هلال كلمته في المحاضرة بأن هذه المحاضرة ليست مناظرة وإنما هي عرض لوجهتي نظر، والرأيان موجودان وكل له حججه، ورأى من وجهة نظره أن المسألة محسومة لوجود الفروق بين الألفاظ، مؤكدا أن "الترادف" يعني وجود الاختلاف في اللفظ والاتحاد في المعنى، مبينا أسباب الترادف ومنها: التعبير عن الشيء بغير عبارته، والتوكيد، وفقدان الوصفية، واختلاط اللهجات العربية، والاقتراض من اللغات الأعجمية، التغير الصوتي، والتساهل في الاستعمال، لافتا إلى أن أغلب الفروق تكون في اختلاف الزمن، واختلاف النوع والآلة والمكان، والتمييز بين الاسم والصفة.
أما الخثلان فقال "لا أريد مناقشة ما عرضه الدكتور عماد هلال، وإنما أراه لم يقدم دليلا على رؤيته، وسأقدم الدليل من خلال نصوص تؤكد رؤيتي، ثم أكد على أن الفروق لا تعبر عن شيء واحد، وإنما كل لفظ يعبر عن شيء مختلف".
وأضاف أن "من قالوا بالترادف عليهم بحث المسألة علميا، ففي العرض الذي استمعنا إليه من الدكتور هلال هناك خلط بين الأسباب والفوائد، ومما قيل ولا نوافق عليه ما قال به تفرقة بين الرحمن والرحيم".
وأبان أن اللغة العربية وصلت إلى قمة ازدهارها، ونزل بها النص المعجز، وغياب الفهم عن المفهوم الصحيح للغة يمثل جانبا مهما في القضية المطروحة، والقرآن الكريم نحتج له ولا نحتج به، والعلماء فسروا كلام الله بما عبر عنه العرب، وقدم مثالا مشهورا بين "قعد" و"جلس"، واختتم رؤيته بالمفهوم الذي يراه للإعجاز القرآني كلفظ ومعنى ونظم وتركيب وما يعرف بجودة السبك في إطار التراكيب النحوية.
وقال عميد الكلية الدكتور ظافر الشهري، في مداخلته في ختام المحاضرة "أيقنت أننا في حاضنة ثقافية ما استمعنا إليه هو اختلاف من أجل الوصول إلى الحقيقة".