نجح رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد أيما نجاح بعد أن سار وحيدا وانتصر انتصارا كبيرا بـ"39" صوتا من أصل 46 في سباق انتخابات المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم الخميس الماضي في العاصمة البحرينية المنامة.
نعم انتصر وحيدا بدون دعم حقيقي لا رسميا ولا إعلاميا ولا جماهيريا، ولكنه حظي بثقة الجيران في الخليج والأشقاء العرب وأغلب اتحادات القارة، بعد أن عمل "الخبير الرياضي الحقيقي" على نفسه في جولة مقننة لتعزيز علاقاته والتي أثمرت عن نجاح كبير.
وفي هذا المقام أستشهد ببعض الناخبين والحضور واهتمامهم بسيرة أحمد عيد العطرة لاعبا دوليا وإداريا، وأن كرة القدم بحاجة لأمثاله ممن تشربوا اللعبة منذ الطفولة حتى وصل لأعلى منصب "رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم".
صحيح أن أحمد عيد هو من رشح نفسه، وهذا من حقه، لكن وهو يمثل الرياضة السعودية في مشهد "كرة القدم" كان يجب أن يحظى بدعم لوجستي وإعلامي مثلما يحدث للمنافسين، وهو ما كان واضحا للبحريني الشيخ سلمان آل خليفة، والإماراتي اللواء محمد الرميثي، والقطري سعود المهندي، بينما الشيخ أحمد الفهد تسبقه هيبته الانتخابية الطاغية وهو ما تجسد مجددا في هذا الحدث الصاخب بالمنامة.
وفيما يخص الدول الأخرى من شرق القارة ووسطها فإن الحضور الإعلامي كان لافتا، وكذلك الصحافة الأوروبية ومسؤولين هولنديين يتقدمهم مرشحهم ميكايل فان براغ "رئيس الاتحاد الهولندي" لمنافسة الخبير الأكبر بلاتر ولويس فيجو والأمير علي بن الحسين على رئاسة الاتحاد الدولي "فيفا"، هذا الرباعي حظي باهتمام إعلامي دولي خاص على هامش "كونجرس" المنامة لكسب أصوات "رئاسة الفيفا" نهاية مايو الجاري.
مثل هذه الفرصة الثمينة على الصعد كافة لم يستثمرها السعوديون لا مسؤولين ولا إعلام بما يعزز ثقافة الانتخابات وفهم التمثيل القاري والدولي، ولو بالحضور والاحتكاك، دون أن أغفل وجود أحمد الخميس وسلمان القريني وعبدالعزيز القرينيس وياسر المسحل، وعدد من الإعلاميين ممن يعملون في بعض القنوات الخليجية أو برامج في قنوات غير متخصصة، وآخرين حضروا بطريقتهم الخاصة للفائدة. ولعل التغطية الإعلامية السعودية قبل وبعد الحدث خير دليل على ضعف المهنية وعدم المبالاة بقيمة منافسة "مسؤول سعودي" على مقعد يدفع عليه الآخرون الملايين، وفي هذا الصدد لاحظت مدى حسرة وانكسار أحد الخاسرين من الـ17 وهو يغادر الصالة مهموما. وفي المقابل كان العناق الحار للفائزين وسط تصفيق مدو من الحضور. واستمرت التهاني في بهو الفندق.
وهنا أشيد بالزملاء الموجودين وهم يباركون لبعضهم فوز أحمد عيد، كما هو الحال مع باقي الخليجيين في مشهد يوضح مدى قيمة النجاح، ولاسيما أن الأيام الأربعة التي سبقت الانتخابات كانت حافلة بالاجتماعات والتربيطات بين الجميع.
وبالمناسبة هي تجربة مميزة وثرية للأعزاء في مملكة البحرين وأعطت قيمة ذهبية في نجاح المهمة بدعم ورعاية الحكومة واهتمام كبير من القيادة الرياضية. ولذا أكرر ما قلته مرارا إننا في السعودية يجب أن نستفيد من هذه المناشط في دول الجوار التي تنمو بقوة على صعيد الاحتكاك الخارجي واستضافة البطولات والمناسبات الدولية.
ومما يحز في النفس أن بعض المسؤولين ورؤساء الأندية والإعلاميين لم يهنئوا أحمد عيد "علنا"، ولا سيما عبر "تويتر" على غرار تغريدات لهم في مناسبات كثيرة. وسواء أكان ذلك عمدا أم جهلا أم تقليلا من قيمة المنصب، فهو رسوب وفشل لكثيرين غالبيتهم يزدادون انغماسا في الميول والضدية والفوقية والأنانية، مع عدم إغفال من واكبوا الحدث بإخلاص واحترام وتقدير.
أجدد التهاني القلبية لأحمد عيد متمنيا له التوفيق والسداد. وللحديث صلة عن قوة وضعف ممثلينا.