كشفت أشعة الشمس صباح أمس الغطاء عن آثار الأضرار التي خلفتها أمطار ليلة أول من أمس بأحياء شرق محافظة خميس مشيط "الموسى، والراقي"، أمام نظر المحافظ عبدالعزيز آل مشيط ومسؤولي الإدارات المعنية، وأظهرت حجم المعاناة التي عاشها سكان المنازل بتلك الأحياء، إذ عادت بهم الذاكرة إلى أحداث سيول محافظة جدة قبل سنوات، فلم يعد ملف غياب "التصريف" بالمحافظة هو الملف الأبرز، بل تتجه الأنظار نحو فتح ملف ساخن يتضمن وقوع أحياء محافظة شرق المحافظة وسط الأودية ومجاري السيول، وغياب تصريف تلك المياه، ما يؤكد الحاجة إلى أهمية إيجاد حلول عاجلة ودائمة، لضمان عدم تكرار تلك المعاناة وضمان عدم الأضرار بتلك الأحياء وسكانها ومنازلهم.
وتجول المحافظ ومسؤولو الإدارات، صباح أمس على أحياء شرق المحافظة، ووقفوا من خلالها على الأضرار التي شهدتها تلك الأحياء، محاولين تشخيص الواقع وإيجاد الحلول، من خلال مشاهداتهم العينية ولقاءاتهم ببعض السكان والأهالي، الذين روو قصص معاناتهم ليلة أول من أمس، واستمعوا إلى مطالبهم.
وقال، محافظ خميس مشيط في تصريح إلى "الوطن": أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز تابع أول بأول منذ هطول الأمطار وحرص على أن نقف على الطبيعة ونتلمس احتياجات المواطنين الذين تضرروا جراء الأمطار التي شهدتها المحافظة أمس.
وبحسب رصد ميداني لـ"الوطن" تزامن مع هطول الأمطار، شهدت المواقع والطرق الرئيسة والهامة وسط المحافظة تجمعا للمياه، منها الطريق الدائري وطريق المدينة العسكرية، ما تسبب في إعاقة وبطء حركة السير المرورية، إضافة إلى تعطل كثير من المركبات وسط تلك المياه.
فيما كانت أحياء شرق محافظة خميس مشيط، الأكثر تضرراً، حيث تسببت الأمطار في تجمع المياه أمام مداخلها وأعاقت حركة السير، ما دفع بعض قائدي المركبات إلى تغير اتجاهاتهم للوصول إلى منازلهم، بسلك طرق بديلة، إضافة إلى منع المياه المتجمعة أصحاب المساكن من الوصول إلى منازلهم، وإخراج أسرهم العالقة، وتوجههم لطلب النجدة من الدفاع المدني لمساعدتهم.
إنقاذ المحتجزين
"الوطن"، تواجدت في بعض الأحياء شرق المحافظة مع موعد هطول الأمطار، والتقت بعض السكان المنتظرين وصول فرق الدفاع المدني، مؤكدين في حديثهم لـ"الوطن"، أنهم يتخوفون على سلامة أسرهم من ارتفاع المياه إلى نقاط الكهرباء، مما قد يتسبب في حدوث ماس كهربائي، فيما كانت فرق الدفاع المدني حاضرة مستخدمة قوارب مطاطية لإخراج الاسر العالقة، فيما وُجد أفراد الجهات الأمنية في بعض المواقع التي تشكل خطورة على قائدي المركبات داخل المحافظة ومنعهم من عبورها، وتنبيه السائقين إلى المواقع الخطرة، إضافة إلى وجود كثير من آليات بلدية المحافظة وصهاريجها لتحرير الطرق الرئيسة من المياه المتجمعة التي أعاقت حركة السير.
المواطن سعيد أحمد القحطاني قال: عشنا لحظات في بحيرات المياه التي احتجزتنا وسط ضعف كبير في تقديم الخدمة من بلدية المحافظة، وطالب بوضع تصريف للمياه وردم الشوارع وإعادة سفلتتها.
وطالب المواطن إبراهيم علي عسيري بسرعة تدخل الجهات المعنية بوضع حلول عاجلة، مشيرا إلى أن السيول احتجزت سياراته في الراقي وتسبب ضعف التصريف والتعدي على بعض الأودية في خروج كميات كبيرة من الماء غمرت عشرات السيارات.
كما تجولت "الوطن" في أهم أحياء شرق المحافظة، ورصدت تجمعا للمياه أمام المنازل، فيما ارتفع منسوبها إلى مداخل بعض المنازل، وعملت فرق الدفاع المدني على إجلاء سكانها، إضافة إلى تلفيات في المركبات داخل الشوارع وأسوار بعض المنازل، وهبوط لبعض الطرق الداخلية وتجمع للصخور والأتربة والنفاسات وسط الطرق، فيما لاحظت "الوطن" وجود آليات البلدية وأفرادها لسحب المياه المتجمعة وتنظيف الطرق وإزالة العوائق.
إيواء المتضررين
في السياق ذاته، أوضح المتحدث الرسمي لمديرية الدفاع المدني العقيد محمد عبدالرحيم العاصمي أن محافظة خميس مشيط شهدت أمطارا غزيرة صاحبها بعض الاحتجازات جراء مياه الأمطار لبعض الأشخاص والمركبات والمنازل، وأن فرق الدفاع المدني بالمحافظة باشرت نحو47 حالة لأشخاص محتجزين داخل مركباتهم، وتم التعامل مع 19 مركبة عالقة بتجمعات مياه ومجاري سيول في أحياء عدة بالمحافظة.
وأضاف العاصمي، أنه تم تطبيق خطة الإسناد الآلي والبشري بالمديرية لدعم الموقف الميداني لإدارة الدفاع المدني بمحافظة خميس مشيط، مشيراً إلى أنه تم التنسيق مع فرع وزارة المالية بالمنطقة لإيواء عدد 6 أسر مكونة من أربعة أفراد بالمحافظة بـ"شقق مفروشة"، نتيجة تضرر منازلهم بسبب الأمطار.
مشاريع السيول
كشف رئيس بلدية خميس مشيط الدكتور مسفر الوادعي في تصريح خاص إلى "الوطن" أن هناك أكثر من سبع مخططات مهولة بالسكان لا يوجد بها تصريف لمياه السيول وهو السبب الذي جعل مياه الأمطار تتدفق إلى المنازل وتلحق الضرر بالمركبات، مشيرا إلى أنه تم اعتماد 100 مليون لمشاريع تصريف المياه في المحافظة التي حددت لأكثر من 120 موقعا، مشيرا إلى أن البلدية تطالب بهذا المشروع منذ أربع سنوات.
وأضاف الوادعي أن البلدية عملت بكامل طاقتها إلى جوار الجهات المشاركة بالإضافة إلى الاستعانة بعدد من الآليات والمعدات التي تم استئجارها لشفط المياه من الشوارع، لافتا إلى أنه ورد للبلدية أكثر من 300 بلاغ من مواقع عدة، والبلدية سعت جاهدة للتعامل مع هذه البلاغات.