فيما أعلنت قيادة التحالف العربي اهتمامها بسلامة المدنيين، وحرصها على عدم الإضرار بهم، والمحافظة على أرواحهم، وطالبتهم بمغادرة كل محافظة صعدة، حفاظاً على سلامتهم، وأسقطت عليهم منشورات تطالبهم بالجلاء عن المناطق المستهدفة، منعت قوات التمرد الحوثي المدنيين من المغادرة وأعادتهم إلى منازلهم، رغم الخطر الداهم الذي يتهدد حياتهم.

وكشفت مصادر من داخل مدينة صعدة أن الحوثيين يجبرون المدنيين في المحافظة على التوقيع والالتزام الخطِّي بالبصمة، على عدم الرجوع إلى منازلهم في صعدة إذا خرجوا منها، وبناء على ذلك فإن ممتلكاتهم سوف تصادر حسب الالتزام الذي فرضه الحوثيون على المدنيين المغادرين".

واستنكرت مصادر يمنية هذه الخطوة من الحوثيين، مشيرة إلى أنها تعكس استهانتها بحياتهم، وعدم مبالاتها بسلامتهم، والرغبة في اتخاذهم دروعاً بشرية، علها تقيها نيران طائرات التحالف التي دكت مواقعهم، وأحالتها إلى أطلال. وأضافت المصادر أن الحوثيين لم يعرفوا على مدار تاريخهم بمراعاة سلامة المدنيين، حتى ولو كانوا من أتباعهم، وأنهم يتخذون مبدأ الغاية تبرر الوسيلة أداة لتنفيذ أهدافهم المشبوهة. مشيرة إلى أن تهديد الحوثي للمغادرين بمصادرة منازلهم وإلزامهم بالتوقيع على مستندات بذلك، يظهر حجم الابتزاز الذي يمارسه المتمردون على المدنيين البسطاء، الذين وجدوا أنفسهم بين خيارين أحلاهما مر: إما البقاء في أماكنهم ومواجهة الموت، أو المغادرة وفقدان أراضيهم ومنازلهم وأملاكهم.

وقال مصدر سياسي في صنعاء - رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية – في تصريحات إلى "الوطن": "عصابات الحوثي تصر على الاحتفاظ بالمدنيين، ولا تهتم بسلامتهم، وتريد أن يلقوا حتفهم بنيران طائرات التحالف، بينما يحتمون هم في أماكن سرية، ويحاولون الابتعاد عن أماكن القصف، إلا أن طائرات التحالف قادرة على اكتشاف أماكنهم، وسوف تواصل استهدافهم وتصفيتهم واحداً بعد الآخر".

وأضاف "التصرف الأخير للجماعة المتمردة أسقط عنها قناع الكذب والزيف الذي كانت تحاول التستر به في السابق، وكشف أنها عبارة عن مجموعة من الخارجين على القانون، الذين يأتمرون بأمر إيران، ويقدمون التوجيهات والأوامر التي تأتيهم من طهران، ويسعون إلى تنفيذها، ولو كان على حساب أرواح الشعب اليمني، أو على حساب أتباعهم وبيئتهم الحاضنة، فهي جماعة متحللة من كل القيم الإنسانية، وليس لها أي رصيد أخلاقي".

واختتم المصدر تصريحه بالقول "كيف يتسنى لأي جماعة أن تمنع خروج النساء والأطفال والمسنين من مواقع سوف يتم استهدافها عسكرياً؟ وما هي الفائدة التي يمكن أن تعود عليهم من موت هؤلاء أو قتلهم؟ وما هو المسوغ القانوني الذي يبيح للمتمردين الاستيلاء على أموالهم وممتلكاتهم مقابل السماح لهم بالخروج والنجاة بأرواحهم؟".

ويتولى الرد على تلك التساؤلات بقوله "التفسير الوحيد هو أنهم يريدون إشباع هوايتهم في مشاهدة مناظر القتل والدمار، والدماء التي تسيل من المدنيين، ورؤية جثث القتلى وهي متناثرة على الأرض. وهذا ليس غريباً عليهم، فقد استهدفوا من قبل المدنيين الأبرياء في عدن وقصفوا قاربهم، مع أنهم عبارة عن نساء وأطفال وكهول كانوا يحاولون النجاة بأنفسهم وأرواحهم".