لا أحد ينكر أن نتائج أي عمل رياضي هي نتائج (تراكمية)، وليست طارئة أو ظرفية، ينطبق الحال على نادي الشباب هذا الموسم الذي يعتبر موسما استثنائيا، لأنه شهد أكبر حالة انقسام جماهيري في تاريخه.

ارتكبت الإدارة الحالية كثيرا من الأخطاء ومن المستويات كافة الكبيرة والصغيرة، لكن هذه الأخطاء لاتزال حتى الآن أخطاء وقتية أو ظرفية أو طارئة، لم ينتج عنها أي علل متجذرة أو أصيلة.

عدم إحضار صانع لعب، أو تغيير المدربين أربع مرات في الموسم، أو تكليف إداري غير مؤهل، هي أخطاء ظرفية أو طارئة قد تفسر جزءا من الأزمة لكنها لا تفسر الأزمة كاملة.

تسلمت الإدارة الحالية العمل ولديها فريق مستهلك بنسبة (95%) ذو معدل أعمار مرتفع للغاية، وأغلب أفراد طاقمه هم في الحقيقة مجرد (رجيع أندية)، وكل مشجع شبابي يؤمن كامل الإيمان أن هناك على الأقل عشرة لاعبين يجب ترحيلهم في أقرب وقت ممكن، نظراً لانتهاء صلاحيتهم الكروية، باستثناء حسن معاذ ونايف هزازي فقط، وهذا إثبات قطعي بأن أزمة نادي الشباب هي أزمة قديمة ومتراكمة وليست وليدة هذا الموسم بالتحديد، وهذا يعطي انطباعا أن الإدارة السابقة والحالية كلاهما شريك في الوضع الفني المتدهور للفريق.

دعونا نعود للوراء قليلاً وبالتحديد عام 2006م عندما تسلمت إدارة الشباب السابقة العمل، وعندما وجدت أمامها فريقا جاهزا وبطلا ومتكاملا، يملك معظم أفراده الطاقة والحيوية والطموح لتقديم أفضل المستويات والخدمات للفريق والمنتخب.

وجدت الإدارة السابقة لديها أسماء متميزة مثل (وليد عبدالله وحسين شيعان وزيد المولد والأسطا وشهيل ومعاذ والموينع والدوسري وصديق وأبناء عطيف والسلطان ومجرشي والسعران وأترام ونشأت أكرم)، طبعاً هذا الفريق الرائع هو عمل تراكمي رائع واحترافي وبالتأكيد هذا الفريق لا يحتاج إحلالا أو إعادة بناء نظرا لجاهزيته المطلقة، وهذا الفريق القوي والمتكامل قادر على تحقيق البطولات حتى بدون رئيس.

والإدارة السابقة وطوال ثماني سنوات، قامت باستهلاك هذا الفريق وصنعت الإنجازات من خلاله ولم تحتج للكثير من الاستقطابات، ولو صنعنا مقارنة بسيطة ما بين الفريق الذي تسلمته هذه الإدارة وبين الفريق الذي خلفته، لتأكدنا أن نتائج العمل الرياضي هي نتائج تراكمية في المرتبة الأولى، ودائما الإدارات المتلاحقة هي شريكة في النتائج السلبية والإيجابية على حد سواء. لقد خلفت الإدارة السابقة فريقا هشا متهالكا، يضاف له رصيد عالٍ من الديون والشكاوى المقدمة للفيفا، وبالطبع مثل هذا العمل السلبي سوف ينعكس سلبا على عمل الإدارة الجديدة، التي ستسعى قبل بداية عملها الفعلي لإصلاح الأعطاب والأخطاء التي ارتكبتها الإدارة السابقة.

صحيح أن الإدارة الحالية لديها أخطاء لا تعد ولا تحصى لكنها كما ذكرنا آنفا هي جزء من الأزمة وليست الأزمة كاملة، وعندما نريد معالجة أي مشكلة فيجب أن نعود لأصل هذه المشكلة وتحديدها من جذورها.