أكد المحلل السياسي والأمني، العقيد الركن متقاعد إبراهيم بن سعد آل مرعي، أن قذائف الهاون التي أطلقها الحوثيون واستهدفت المدنيين في نجران تعد أسلحة خفيفة، ليست لها وسائل مضادة، مشككا في التزام الانقلابيين بهدنة الأيام الخمسة، وقال في تصريحات لـ "الوطن" أمس "هذه الاعتداءات ليست غريبة، ومهاجمة الحدود السعودية من الخونة كان واردا ومحتملا، وكان متوقعا في خطط قوات التحالف، والكثير من الفضائيات الإيرانية الحوثية كانت تشير إلى أن هناك نزوح لأهالي نجران، وتحاول التأثير على معنويات قوات التحالف وهذا غير صحيح".

وأضاف آل مرعي "الهدف الأول للشق العسكري من هذه العمليات هو حماية المدنيين، خاصة المناطق الحدودية للمملكة، وبالنظر إلى التصعيد الذي حصل من المتمردين والمخلوع صالح باستهداف نجران وجازان، يعد تصعيدا عسكريا استوجب من قوات التحالف الرد عليه بهذه القوة التي تواصل نجاحاتها، وقامت بتحييد هذه الميليشيات التي تجرأت بتهديد المملكة، ومن أهم الإجراءات التي يحب اتخاذها إقامة منطقة عزل بناء على المسافة المؤثرة لقذائف الهاون بين الحدود السعودية اليمنية، على أن تتركز القوات البرية والحرس الوطني وحرس الحدود في مواقع أكثر قربا من حدود التماس، حفاظا على سلامة المواطن".

وتابع آل مرعي بالقول "كما ذكر العميد أحمد عسيري فإن المعادلة اختلفت بعد استهداف المناطق الحدودية للمملكة حيث انتقلت العمليات من رد الفعل إلى المبادرة، وحددت يوم الثلاثاء القادم بداية للهدنة في حال التزم الحوثيون بشروطها، وحتى ذلك الوقت سوف تستمر العمليات بكثافة، خاصة الضربات الجوية، وكما نعلم سيكون التركيز على معاقل المتمردين في محور صعدة مران، ولكنها لن تستثني أي محافظة في اليمن، حيث نلاحظ ولأول مرة استهداف للقيادات الحوثية أو التابعة للمخلوع صالح وشيوخ القبائل الذين ساهموا في دعمهم وتخزين الأسلحة، وأتوقع أن تكون العمليات خلال أربعة الأيام المقبلة أكبر من عمليات عاصفة الحزم التي استمرت 27 يوما، وستكون مؤلمة لمعاقبة الذين تجرأوا على قصف نجران، وهذه الميليشيات لا يوثق بها ولكن تبقى كل الخيارات مفتوحة، فإن توقفوا سيكون هناك احترام من قوات التحالف للهدنة، ولكن ذلك لا يعني توقف العمليات، لأن الهدنة لا تعني السلام كما ذكر جون كيري، فلن تتوقف العمليات إلا بالتزام الحوثيين بقرار مجلس الأمن، والتوقف عن العنف، وسحب الميليشيات، وتسليم السلاح، والتوقف عن القيام بأعمال الحكومة، والإفراج عن السجناء السياسيين والموضوعين رهن الإقامة الجبرية، والامتناع عن تهديد الدول المجاورة. فمتى ما التزموا بذلك سوف تتوقف العمليات ضدهم، وشخصيا أتمنى أن تستمر هذه العمليات بشكل مكثف مع أهمية إقامة مناطق آمنة داخل العمق اليمني تضمن عدم استهداف المملكة من حدود نجران وجازان".

واختتم آل مرعي تصريحاته بالقول "يجب على قيادات التمرد الحوثي أن تذوق ما حاولت دون جدوى فعله في أهلنا بنجران وجازان، والعملية الحالية جاءت في وقتها المناسب، ويجب أن تكون رادعة وحازمة لا تبقي ولا تذر أحدا من قياداتهم، ومخازن أسلحتهم، واتصالاتهم التي يعدونها من سنين طويلة، ولا أتوقع انتهاء خطرهم إلا بضرب معاقلهم دون هوادة، حتى مع انقضاء هدنة خمسة الأيام، يجب أن تكون هناك عمليات أخرى، ومتابعة حثيثة لجميع التحركات الحوثية في صعدة ومران وكل الشريط الحدودي بين السعودية واليمن.