أصابت ثعالب الصحراء في النفود الكبير شمال منطقة حائل عددا من الإبل "بداء الكلب"، المعروف محليا باسم "الغلث" أو "السعار"، بعد أن هاجمت الإبل وعقرتها ونقلت إليها المرض. وتسبب ذلك في نفوق أربعة إبل. ويظهر هذا المرض- وفق المتعارف عليه محليا- في السنة التي لا يكثر فيها المطر، ولا يوجد ربيع، وتعرف باسم سنة "المحل". كما هاجمت الثعالب أحد المنازل في ضبع شمال حائل "50 كيلومترا"، وتمكن صاحب المنزل من قتل أحدها، وتبين أنه مصاب بداء الكلب.

ويصنف داء الكلب بأنه مرض حيواني المنشأ، وينتقل من الحيوانات إلى البشر، ويؤثر على الحيوانات الأليفة والبرية، وينتقل من الحيوان إلى الإنسان من خلال العض أو الخدش، ويقضي على الخلايا العصبية في الدماغ، ويسبب الوفاة لاحقا. ويعد البدو الرحل المنتشرون في الصحاري الشمالية الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، وكذلك من يقطنون الأرياف.

من جانبه، أكد مدير فرع الزراعة بمدينة جبة المهندس سعود الملقاط في تصريح إلى "الوطن"، أن إدارته تلقت بلاغا من مواطن يقطن في صحراء النفود، يفيد بوجود ثعالب مصابة بداء الكلب، إضافة إلى وصول طلبات للعيادة البيطرية تطلب أمصالا مضادة تعطى المواشي بعد تعرضها للعض من حيوان مصاب. وقال الملقاط إن أفضل الطرق الوقائية من هجمات الثعالب هي وضع طعم سام بالقرب من المواشي، فيدس السم داخل اللحم، ليأكله الثعلب ويموت قبل أن يصل إلى هدفه. وكان المواطن نواف سكر الرمالي أكد أن إبل والده القريبة من موقع السرة وسط النفود الكبير تعرضت للإصابة بداء الكلب، بعد أن عضتها ثعالب صحراوية، مبينا أن أربعة من قطيع والده نفقت، بعد إصابتها بالمرض.

إلى ذلك، أوضح المواطن نايف خضير الهزيم أن ثعلبا مصابا بداء الكلب هاجم منزله في منطقة ضبع شمال حائل، وكان الدم يسيل من فمه، وشعره منتوف، مؤكدا أنهم استطاعوا قتله، ووضعه في كيس وإلقائه في مكب النفايات.