بالتزامن مع انطلاق العملية العسكرية المفتوحة التي قررت السعودية وقوات التحالف البدء بها، لمعاقبة ميليشيا الحوثي على استهدافاتها مدينتي نجران وجازان، أعلنت الرياض وعلى لسان وزير خارجيتها عادل الجبير من باريس، بدء تطبيق هدنة إنسانية مشروطة في اليمن، تتضمن وقفا كاملا لإطلاق النار، تبدأ في الـ11 من مساء الثلاثاء المقبل، وتستمر خمسة أيام.
وسيكون أمام القوات السعودية المسنودة من التحالف العربي الذي يشارك في عملية إعادة الأمل في اليمن، ابتداء من مساء اليوم، 72 ساعة قبل الهدنة، لتنفيذ عملياتها ضد كل من صعدة ومران اللتين أعلنهما المتحدث باسم التحالف المستشار بمكتب وزير الدفاع العميد ركن أحمد عسيري "منطقتين عسكريتين"، وذلك بعد ساعات من إلقاء منشورات من الجو تطلب من المدنيين الابتعاد عن مقار القيادات الحوثية.
وفي المساء، أوضحت قيادة التحالف أنها دمرت مجمعا حكوميا تم استخدامه مستودع أسلحة وذخائر في الملاحيط بمديرية الظاهر اليمنية، فيما طال القصف مقار عبدالملك الحوثي في ضحيان وجبل التيس ومجز.
وشكك العميد ركن عسيري في إمكان التزام الحوثيين بالهدنة، استنادا إلى رفضهم كل المبادرات الماضية، في وقت أكد فيه أن التحالف سيلتزم بها، فيما دعا كل من وزيري خارجية السعودية وأميركا الحوثيين إلى إظهار حرصهم على الشعب اليمني بوقف إطلاق النار.
دفاعا عن النفس.. عملية مفتوحة ضد المعتدين على الحد الجنوبي
"نحن في حالة دفاع عن النفس ومواطنينا وحدودنا"، هكذا وصف المتحدث باسم قوات التحالف المستشار بمكتب وزير الدفاع العميد ركن أحمد عسيري، العملية العسكرية المفتوحة التي تقودها القوات السعودية بمشاركة التحالف ضد قيادات الحوثيين وفلول تلك الميليشيا في مدينتي صعدة ومران، والتي قال إن المعلومات كشفت أن خطط الاستهدافات التي طالت نجران وجازان رسمت في تلك المدينتين الشماليتين وانطلقت من أراضيهما.
وأعلن عسيري صعدة ومران، منطقتين عسكريتين واجب استهدافهما، وذلك بعد ساعات من إلقاء قوات التحالف منشورات عليهما، تطلب من المدنيين الابتعاد عن مواقع القيادات الحوثية تجنبا للاستهداف.
وقال "لقد انتهت المهلة الممنوحة لتجنيب المدنيين خطر الاستهداف في الساعة السابعة من مساء اليوم (أمس).. من هذه اللحظة سيتم تنفيذ الرد المناسب على تلك الميليشيات ومن دبروا الاعتداءات الموجهة ضد المدن السعودية من الآن وحتى تتحقق أهداف تلك العمليات"، مضيفا بالقول "في صعدة ومران لن تكون هناك محددات للعمل العسكري.. سيجدون منا شدة تفوق ما شاهدوه في عاصفة الحزم".
وأوضح المتحدث باسم قوات التحالف، أن المعلومات المؤكدة تكشف أن الأسلحة التي استخدمت في ضرب مدينتي جازان ونجران تتواجد في بعض المجمعات الحكومية والمدارس والمستشفيات في صعدة ومران، وذلك بعد أن حولتها ميليشيات الحوثيين لمراكز قيادة وسيطرة وتحكم، وأن الأعمال التي كانت تدبر ضد الحدود والمدن السعودية انطلقت منها وبعضها من مدينة حجة اليمنية. ولكل هذا يقول عسيري "لا مجال اليوم للتهدئة.. وحان وقت العقاب".
واستهدفت المقاتلات السعودية ومقاتلات التحالف أمس، طبقا لعسيري، جميع مراكز القيادة ومناطق تجمع العربات والمعدات العسكرية، والواقعة بأطراف صعدة، إضافة إلى المواقع التي استولت عليها ميليشيا الحوثي من الجيش اليمني.
وفي تعليقه على الهدنة الإنسانية المرتقب إعلانها من جانب السعودية، لتسهيل الأعمال الإنسانية، قال العميد ركن عسيري "الأمر متروك في مسألة قبولها للطرف الآخر.. نحن نعلم أن الحوثيين رفضوا كل المبادرات السابقة.. قيادة التحالف ستلتزم بذلك ولكن تتوقف الاستجابة على الطرف الآخر، وإن لم يقبل فنحن مستمرون ولن يكون هناك تراخ.. وإن اعتقد الحوثيون أن الهدنة ستكون وسيلة للتحرك على الأرض فبحسب كلام وزير خارجية السعودية وأميركا بأنهم لن يعطوا فرصة في هذا المجال".
وترك المتحدث باسم قوات التحالف، الباب مواربا، أمام إمكان اللجوء إلى الخيار البري داخل الأراضي اليمنية، في حال استدعت الحاجة ذلك، بهدف ردع المعتدين الحوثيين، لكنه نفى أن يكون هناك أي توغل حالي، مؤكدا أن التوجيه الحالي ينص على أن تكون العمليات على الحدود ومنع الحوثيين من الاقتراب، والاشتباك معهم على أبعد مدى من النيران.
ونفى العميد ركن عسيري، وجود أي تأثير للعملية العسكرية التي تقوم بها القوات المشتركة والسعودية ضد مواقع الحوثيين في صعدة ومران، على عملية إعادة الأمل، مؤكدا أن أمن المواطن السعودي واليمني في ميزان واحد، وأن القوات المسلحة السعودية لن تتخلى عن دورها في حماية اليمنيين.
وقال "قيادة الميليشيا الحوثية اعتقدت وأعوانها أنهم عندما يستهدفون المدن السعودية سيخف الضغط عليهم في عدن وهذا تفكير بدائي.. بدليل ما نفذناه من عمليات دعم للمقاومة الشعبية خلال الساعات الماضية في خور مكسر والمعلا وكريتر، إضافة إلى تدمير مدرج طائرات في عتق كان يعد من قبلهم لاستخدامه في العمليات أو تلقي عمليات الدعم من الخارج.. ما نفذناه في عملية إعادة الأمل دليل على مقدرتنا على استدامة عمليات التحالف".
وعن العوائق التي تحول دون تحرير عدن، أرجع المتحدث باسم قوات التحالف ذلك لكون أن المعادلة بين الفريقين ليست متكافئة، وأن لجان المقاومة الشعبية عبارة عن مدنيين انخرطوا لمواجهة الحوثيين.
وفيما أفاد بأن بناء المقاومة على الأرض يحتاج إلى مزيد من الوقت، أكد أن هناك عملا قائما لتدريب وتجهيز اللجان الشعبية، حتى تستطيع تحقيق نتائج إيجابية على الأرض.
وعن التصعيد الحوثي على الحدود السعودية، أشار عسيري إلى أن تلك الأعمال تهدف لإجهاض العمل الإنساني، لافتا إلى أنهم بذلك التصعيد يسعون إلى التغطية على جرائمهم الفظيعة، ومنها ما جرى في التواهي بعدن. وقال "ميليشيا الحوثي تعلم بأن فظائعها ستنكشف لو باشرت اللجان الإغاثية أعمالها.. ونحن نقول لهم لن تتمكنوا بعد الآن من الاستمرار في تلك التجاوزات، العمل اختلف والرد عليكم سيكون كافيا وشافيا".