طالب مسرحيون بإيقاف فوري لمسرح الطفل، بعد تحوله إلى مصدر رزق للفرق الترفيهية، وسحبه من المتخصصين والمثقفين، وبات عبارة عن ألعاب هزلية وترديد لأغاني الفضائيات وألعاب حركية مكررة. مطالبين بتدخل وزارة الثقافة والإعلام لإيقاف هذه المهازل حسب توصيفهم. وقال لـ"الوطن" فواز الحربي أحد المشرفين على فرق المسرح الطفولي بالمدينة المنورة: إن مسرح الطفل أصبح بلا هدف ولا هوية يحقق أهدافا للمستفيدين، وتحول لترفيه بعضه غير لائق بالطفل، إضافة إلى أن بعض الفقرات التي تقدم بلا إشراف وتوعية تنعطف بعقلية الطفل وتتجه به إلى منحنى خطير وتوجههم بطرق سلبية تنعكس على تربية الأسرة لطفلها.
فيما أكد بندر الدبيسي وسعود العتيبي سيطرة عدد من الفرق الترفيهية على المسارح الخاصة بالمتنزهات وبعض المناشط التعليمية، وباتت تقدم قوالب غير هادفة وتعتمد كليا على إشغال الطفل جسديا دون عقله وتجعل ارتباطه بالمسرح فقط للحصول على الجائزة دون استخدام للتفكير، وشددا على أن هذه الفرق الترفيهية تبحث عن مردود مالي وتسعى إلى تقديم أقل الإمكانات مقابل الحصول على عرض لفعالياتها وتستهدف الأطفال لعدم إلمام كثير من الأسر بالفعاليات التي تؤثر على أبنائهم وترضى بالفقرات التي تشرك أبناءها ولو بأغنية، وفقرات موسيقى صاخبة ورقصات غربية مقلدة وصرخات تعتلي المكان.
من جهته قال لـ"الوطن" رئيس قسم المسرح بفرع جمعية الثقافة والفنون بالمدينة المنورة فهد الأسمر: مسرح الطفل بات ممزقا بين حاجة المجتمع وبين تجار المسرح، فأكثر ما يقدم للأطفال في مجتمعنا من مسرحيات وفعاليات يعدّ اجتهادات من فرق ترفيهية تعتمد على برامج الألعاب والمسابقات تحت مسمى مسرح الطفل، وهو جهد يشكرون عليه في ظل شح ما يقدم للطفل، وفي ظل النظرة القاصرة لدى المسؤولين عن تنظيم الفعاليات. وأضاف الأسمر: ما تقدمه وزارة الثقافة والإعلام للأطفال يعتبر معدوما، ولا يكفي مهرجان واحد للطفل يقدم خلال العام في منطقة واحدة فقط . وطالب الأسمر بأن يكون لكل منطقة مهرجان مستقل، تحت إشراف ودعم الوزارة. وأوضح الأسمر: بسبب قلة الدعم لمسرح الطفل أصبح إنتاج مسرحيات خاصة للطفل شبه معدوم بسبب كلفتها الإنتاجية العالية وندرة النصوص الموجهة للطفل، ما فتح المجال واسعا أمام الاستغلاليين لاستثمار هذا الغياب في تشويه مسرح الطفل.