مضحك ومثير للرثاء في آن أمر المظلومية التي بدأ فصولها البائسون أذناب الدولة الفارسية من الحوثيين وأتباع المخلوع علي عبدالله صالح وأصحاب الهوى والتبعية من هنا وهناك عن اليمن وتضرر بنيته التحتية المزعوم من جراء الضربات الجوية لقوى التحالف على معاقل العصابات الإجرامية التي توهمت في لحظة غيبوبة أن بوسعها اختطاف اليمن تحت تهديد السلاح.

والسؤال: هل كانت هناك بنية تحتية من اليمن في الأساس؟ فبشهادة الأمم المتحدة نفسها ثروات اليمن دخل حساب المخلوع وحده منها، ما يقارب ستين مليار دولار حسب أرجح التقديرات، وقدرها بعضهم بثمانين مليارا، والبقية موزعة بين حسابات حاشيته والذمم التي اشتراها بالمال ثمن صمتها على خراب اليمن على مدار 33 عاما، والبقية أنفقت على السلاح الذي ما زالت عاصفة الحزم حتى الآن تحاول تدميره، حتى لا يوجه إلى صدور اليميين لكسر إرادتهم.

أما عن التنمية فيكفي أن أرقام ملف واحد مثل ملف التعليم تكشف عن الواقع المخزي الذي يكشف عن مشروع خراب اليمن الكبير الذي كان يقوم عليه المخلوع، ففي عام 2010 صنّف البنك الدولي معدّل البطالة في اليمن "الأعلى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا". ويبقى الأنكى لليمن الحزين في عهد المخلوع المشؤوم وجود 661 مدرسة يدرس بها ثلاث مئة ألف طالب في العشش والصفيح وتحت الأشجار. ولا يقل واقع مأساة البنى الصحية وغيرها مأساوية عن تلك التي تطرقنا إليها.

هذه هي البنية التحتية التي يتحدث عنها أطراف اللطمية المنعقدة على اليمن، متناسين أنه لولا السعودية – بعد الله- لما توفر لأبناء اليمن حتى هذا القليل الذي بالكاد يكفي لوجود الحد الأدنى للحياة، فتاريخ الأرقام يؤكد أن السعودية كانت دائماً وأبداً الداعم الأكبر للتنمية في اليمن على جميع محاورها ومجالاتها، وأن السعوديين كانوا – وما زالوا - أشقاء حقيقيين أسهموا في بناء معظم البنى التحتية التي يتشدق هؤلاء بادعاء أننا نهدمها، فأين كان هؤلاء والسعودية تسهم في بناء اليمن بما أوتيت من طاقة وجهد على مدار عقود، تفرغ خلالها المخلوع لنهب الشطر الأكبر من ثروات هذا البلد المسكين، وتفرغ الآخرون لتدبير المكائد والمؤامرات تمهيداً لقطع الحبل السري الذي يربط السعودية باليمن، تمهيداً لمشروع التبني الإيراني الباطل الذي لم يعد خافيا على أحد، إلا ذي هوى.

لكننا نقول لجميع هؤلاء إن مكر الليل والنهار هذا، لن يحيق إلا بكم، فلا يحيق المكر السيئ إلى بأهله، والمملكة لن تتوقف عن بناء اليمن ثانياً وثالثاً وعاشراً، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فهذه بلادنا، وفيها أشقاؤنا، قسم منهم يعيشون في اليمن، وقسم كبير يقارب ثلاثة ملايين يعيشون بيننا هنا في المملكة، فشاء من شاء، وأبى من أبى، لن تنقطع عرى الرحم التي تربطنا بأشقائنا في اليمن، مهما روجت إيران وروج أذنابها من فرى وأكاذيب لدغدغة مشاعر الناس وتأليبهم على أشقاء جاؤوا يمدون أيدي المساعدة لأشقائهم، معرضون إما للصمت الأبدي في مواجهة بلطجة الحوثي والمخلوع شريكه في جريمته التاريخية التي لم تمر مر الكرام، أو التصفية الجسدية في حال المقاومة، وهو ما يحدث الآن، في كثير من الجبهات اليمنية الرافضة لبلطجة الحوثي والمخلوع، فالأمر جد واضح، إلا لدى من أغمض عنه عينيه، أو من أعماه الله.