روى وزير الإدارة المحلية باليمن، عبدالرقيب فتح، قصة خروجه من الإقامة الجبرية التي فرضتها عليه جماعة الحوثي، قائلاً إن منزله أحيط بسبعة أطقم عسكرية، وتعاملوا معه ومع أسرته بمنتهى القسوة، قبل أن يعودوا إلى الاعتذار وتقديم العروض، لينضم إلى تحالفهم المشبوه. مشيرا إلى أن الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، هو الذي يتحمل وزر ما يحدث في اليمن حالياً، لأنه وفر للمتمردين السلاح والتمويل، وأمدهم بالعناصر البشرية، داعياً إلى تقديمه لمحاكمة عاجلة في محكمة الجنايات الدولية. وكشف فتح لـ"الوطن" عن تفاصيل كثيرة تجدونها في الحوار التالي:

لماذا فرض عليكم الحوثيون الإقامة الجبرية؟

بعد تقديم حكومة الكفاءات استقالتها، تمت محاصرة منزلي بسبعة أطقم عسكرية، ونفس الأمر حدث مع خمسة وزراء آخرين من المحافظات الجنوبية، وهذا الوضع استمر شهرا كاملا، دون أي مسوغ قانوني...

كيف تمكنت من الخروج من قبضة الحوثيين؟

خرجت بعد شهر من الوساطات والتدخلات، وجاء أعضاء في المكتب السياسي للحوثيين وقدموا اعتذارا رسميا، وأبلغتهم أنهم ارتكبوا جريمة يحاسب عليها القانون، وأن حقي لن يسقط، وأن العدالة قائمة وفقا للدستور الجديد، لذلك بادروا إلى رفع الحراسة، وخرجت بصورة طبيعية دون أي عملية هروب.

ماذا كان يريد الحوثيون من احتجازكم؟

اتهموني بأني المتسبب الرئيس في توزيع الأقاليم التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر الحوار، ولا يوجد أي سبب آخر.

كيف كان تعامل المتمردين معكم خلال تلك الفترة؟

في منتهى القسوة، حيث تعاملوا معي كسجين، ومنعوا دخول أو خروج أي أحد من المنزل. كما منعوا أقاربي من زيارتي. ومنعوني من أداء صلاة الجمعة لمدة شهر كامل..

ماذا قدموا لك من إغراءات وعروض؟

أثناء الحصار عرضوا علي أن يتم تكليفي من الحوثي، بحيث أعود للوزارة وعرضوا أن يتم رفع الحراسات بشروط، هو حضور اجتماعات اللجنة الثورية، وبالطبع رفضت وأصررت على موقفي، حتى تم رفع الحراسة بصورة طبيعية من قبلهم.

كنت ضمن الوفد القائم بزيارة لصعدة ولقاء الحوثيين في فترة سابقة، صف لنا الوضع؟

في عام 2012 كنت من المتعاطفين مع الحوثيين بعد الحروب التي تعرضوا لها، وذكرت هذا الموقف لرئيس المكتب السياسي للمتمردين، صالح الصمان وقلت له "جئتكم مناصراً في عام 2012، وتحضرون لي اليوم محاصرين"، ذهبنا عام 2012 لصعدة لكي نستمع لمظالمهم التي يدعونها، لكنهم تحولوا اليوم إلى ظالمين وأصبحنا من أكثر الناس مقاومة لهم.

هل كنت مع الحوثيين في بادئ الأمر؟

لست مع الحوثيين كنت موجودا في تنظيم سياسي وكنت موجوداً في المعارضة، ولكن كنت أعدّ ما قام به المخلوع صالح من حروب هو نوع من الظلم، وكان كثير من فصائل المعارضة يتعاطفون معهم في تلك الفترة.

كيف يمكن أن تصف العلاقة بين صالح والحوثيين؟

صالح أساس كل مشكلات اليمن، فهو الذي وفر الغطاء السياسي للحوثيين، وساعدهم في اقتحام دماج، وحول الجيش الوطني إلى أداة تمكين للحوثيين، الذين يستخدمهم كأدوات لتحقيق مخططاته والعودة مرة أخرى إلى كرسي الحكم. وسبق للمخلوع أن رفع شعار أن يحكمنا أو يقتلنا.

كيف يمكن تحقيق المطالب المنادية بمحاكمة صالح؟

المخلوع انتهى سياسياً، ونتمنى تقديمه إلى محكمة العدل الجنائية بعد انتهاء ما يدور في الوقت الحالي، فهو يرتكب جرائم إبادة جماعية في عدن وخور مكسر والمعلا وتعز والبيضاء، وحول الجيش إلى ميليشيا خاصة به وبعائلته، شعبنا مصر على معاقبة صالح وفق القانون الدولي وكل من شارك معه، سواء ابنه أو من تعاون معه، ولا بد أن يدفع ثمن الدمار الذي أحدثه في اليمن.

ما هو دور الوزارة المحلية الفعلي في الوقت الحالي؟

الوزارة المحلية تعمل الآن في مجال الإغاثة، واللجان المحلية تحاول قدر الإمكان تسهيل وصول الإغاثة لمستحقيها، وتحاول إيجاد مراكز آمنة من خلال السلطات المحلية، ومنظمات المجتمع المدني، ولنا دور رئيسي في تحديد معايير توزيع الإغاثة على المحافظات التي تعرضت لضرر كبير أثناء الأحداث.

لم تلتزم أطراف التمرد في اليمن بقرار مجلس الأمن، كيف السبيل لتنفيذه؟

نحن بحاجة اليوم لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وليس لحوارات جديدة، صالح يجب أن يكون خارج العملية السياسية، والحوثيون إذا سلموا السلاح والتزموا بالقرار، وتراجعوا إلى مناطقهم الأصلية، فهم فصيل ضمن مكونات الشعب، لكن استخدامهم السلاح سيؤدي إلى تحولهم لمجموعة متمردة خارج القانون.