أحيانا تبحث في "التاريخ" عن بصيص أمل، وأحيانا تنبش "الحاضر" تبحث عن ضوء.. ونادرا ما ترى الضوء والأمل قادمان من "المستقبل".. وهذه الأخيرة هي الوصف الدقيق للحالة "السعودية" اليوم.
كنا نبحث عن "الحاضر" وأصبحنا نرى بوصلة الوطن تشير إلى "المستقبل".. فأصبحت تطلعاتنا أكبر لمستقبل أجمل، إلا أن كل التوقعات تقف دون خطوات الوطن المتتابعة بثقة كبيرة.
التفاؤل هو سيد الموقف الآن.. وكل الأنظار تترقب "التحديث" وتتلمس "التطوير" وتقرأ خطط "الإصلاح".
قيل في الحكومة وخطواتها المتسارعة نحو المستقبل الكثير، بقي القول إن مؤسسات الدولة تدخل الآن سباق قفز الحواجز، وتسعى إلى أن تواكب واقع الوطن وطموحات القيادة وآمال المواطنين، كان المواطن يتضجر من تأخر الخدمات ويلطم واقع الحال، لكنه اليوم ليس بحاجة إلى ذلك فالحكومة تتلمس الإنجازات والإخفاقات، لتضبط مسار الدولة في طريق المستقبل الواعد.
الأنظار تتجه إلى مؤسسات الدولة ومسؤوليها، وكل مسؤول يتحسس كرسيه، والذكي منهم الذي يقرأ تاريخه ويقيم عمله دون أن يسمع من "الحاشية" سواء كانوا من مساعديه أو من الأصدقاء المنتفعين من وجوده، فإن رأى "سعادة المسؤول" أن أعظم إنجازاته أنه لم يتأخر يوما عن الدوام الرسمي، أو أن أقصى إنجازاته أنه وفر جزءا من ميزانية إدارتها العام الماضي، أو أنه لم تنشر الصحافة خبرا سلبيا عن إدارته.. فليرحل قبل أن يمسي "مديرا" ويصبح "عاطلا" غاية طموحاته أن يتلقى دعوة لحفل تكريمه، حفظا لماء الوجه.
الوطن اليوم لا يحتاج مسؤولا هو أول من يحضر في إدارته، لكن الوطن يحتاج مسؤولا ينجز ويبني.. الوطن لا يحتاج مسؤولا غاية طموحه أن يوفر من الميزانية للدولة، لأن الدولة لم تضع هذه الميزانية إلا بعد دراسات بأن هذه الميزانية هي مقدار حاجة الإدارة.. الوطن لا يحتاج مسؤولا لم ينشر عن عمله خبرا سلبيا؛ لأن ذلك لا يعني أنه ناجح ومنجز.. الوطن يحتاج أن يرى أثرا لكل مسؤول يتولى مسؤولية، ويقطف المواطن ثمرة ذلك.
(بين قوسين)
100 يوم من عمر الوطن.. زرعت التفاؤل وقتلت الإحباط.
100 يوم غيرت معالم الدولة ورسمت ملامح المستقبل.