سألوا المفكر العربي الشهير عباس محمود العقاد عن المطرب والمونولجيست محمود شكوكو وكان الأخير حينها بلغت به الشهرة أن تصنع له التماثيل الفخارية وتباع على الطريق، فقال العقاد إنه لا يعرفه، وحين أخبروا شكوكو بذلك، قال لهم "خليه يمشي على ناصية وأنا أمشي على الناصية الثانية وشوفوا الناس حتبص على مين"، وحين بلغ هذا الحديث العقاد، قهقه كثير ثم قال ببديهته "طيب قول له يمشي على ناصية وتمشي امرأة على الناصية الثانية عارية، وشوفوا الناس حتبص على مين".

إذاً هي هكذا وكما عبر عنها العقاد، الشهرة ليست بتلك الصعوبة، ليس عليك أن تشق الصخر أو تمشي المسافات، وكل ما تحتاجه أن تمشي عاريا أمام الناس حتى تصبح ملء العين والنظر، وهذا بالضبط ما يفعله بعض الطامحين للضوء من الإعلاميين ورواد الإعلام الاجتماعي وحتى أهل الفن والرياضة.

والعري الذي يتحدث عنه العقاد ليس بالضرورة أن يكون عريا محسوسا أو جسدا بلا غطاء، وقد يكون عريا فكريا أو سطحية وجهلا يجعلان الشخص محط اهتمام الجمهور ومثار جدل وخلاف بينهم، حتى لو خسر قيمته وذاته، المهم أن يكون في هذه الدائرة الجذابة وبأقصر السبل.

من حق أي إنسان أن يقدم ما يجيده في الفن أو غيره، ولكن ليس مطلوبا منه أن يقدم أسوأ ما عنده ومن قبيل ما هو مستهلك و"مأخوذ خيره"، ليتعرى أمام الملأ، أملا في الحصول على الشهرة الرخيصة حتى صرنا نرى في كل يوم "شكوكو" جديدا.

فعلى سبيل المثال، صحفي رياضي بحث عن الضوء بالطعن في أخلاق نساء ومطالبتهن بغطاء الوجه، في مزايدة مكشوفة فأصبح نجما "فجائيا" يشار له بالبنان، وهو لا يختلف عن ذلك الشخص النكرة الذي أصبح شهيرا بعد أن صور نفسه وهو يتقلب على الفراش بالملابس الداخلية وبثها للناس، فهذا كشف عن عري جسده عن جهل والأول كشف عن عري عقله عن جهل أيضا، وكلاهما في الهوى "شكوكو".