دخلت المملكة منذ نحو 100 يوم في مرحلة جديدة قادها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عنوانها "الرجل المناسب في المكان المناسب"، إذ أصدر حزمة من الأوامر الملكية رسم بها خارطة طريق واضحة أمام جميع المسؤولين على مختلف مراتبهم في قطاعات الدولة، أدواتها الاستدلالية خدمة المواطن وإزالة العراقيل.

قبل 25 يوما، قال الملك سلمان مغردا في تويتر: "هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجا ناجحا ورائدا في العالم على كافة الأصعدة، وسأعمل معكم على تحقيق ذلك"، فيما أكد على أنه لن يقبل أي تقصير في خدمة المواطنين بتغريدة قال فيها: "تمنياتي بالتوفيق لسمو ولي العهد، وسمو ولي ولي العهد، وللوزراء الجدد، وأن يؤدي المسؤولين كافة مهامهم خدمة لشعبنا، الذي لن أقبل التقصير في خدمته"، وسبقت وتزامنت مع هاتين التغريدتين سلسلة من الأوامر الملكية أعفى فيها عدد من المسؤولين تحقيقا لهدفه الأول.

وشملت الأوامر الملكية في القطاعات الخدمية، إعفاء أحمد الخطيب من رأس هرم وزارة الصحة بعد رصد تقصيره باتخاذ الإجراءات اللازمة لخدمة المواطن في القطاع الصحي، وتداول مقطع فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي ظهر فيه الوزير السابق بمشادة كلامية مع أحد المواطنين، ولضخ دماء جديدة للقضاء على الفساد أصدر أمرا آخر بإعفاء رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد محمد الشريف من منصبه.

وفي قطاع الإسكان، أصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز أمرين ملكيين بإعفاء الدكتور شويش الضويحي من قيادة وزارة الإسكان، والمهندس عباس بن محمد هادي من منصب نائب وزير الإسكان، بعد أن تعهد أمام المواطنين باتخاذ خطوات عاجلة لتوفير السكن.

وفي قطاع التعليم، شملت الإعفاءات نورة بنت عبدالله الفايز التي كانت تشغل نائب وزير التعليم لشؤون البنات.

وجاء ضمن سلسلة من الأوامر الملكية عدد من الإعفاءات في قطاعات تمس المواطن بشكل مباشر، منها إعفاء الأمير فهد بن عبدالله بن محمد آل سعود من منصب رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، والدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ من منصب الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدكتور محمد الجاسر من منصب وزير الاقتصاد والتخطيط، وعبدالرحمن الهزاع من منصب رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون، والدكتور منصور الحواسي من منصب نائب وزير الصحة للشؤون الصحية.

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قال في أول كلمة بعد مبايعته ملكا للمملكة العربية السعودية: "أيها الإخوة والأبناء المواطنون والمواطنات: إنني، وقد شاء الله أن أحمل الأمانة العظمى، أتوجه إليه سبحانه مبتهلا أن يمدني بعونه وتوفيقه، وأسأله أن يرينا الحق حقا وأن يرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، وسنظل بحول الله وقوته متمسكين بالنهج القويم، الذي سارت عليه هذه الدولة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبد العزيز رحمه الله، وعلى أيدي أبنائه من بعده، رحمهم الله، ولن نحيد عنه أبدا، فدستورنا هو كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم".