ترتبط منطقة الرياض ارتباطاً تاريخياً بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، الذي قاد إمارتها لأكثر من 55 سنة، استطاع خلالها تطوير العاصمة لتكون واجهة عالمية تليق بأهلها المقيمين فيها قبل ضيوفها سواء من داخل المملكة أو الخارج، فضلاً عن أنها أصبحت عاصمة اقتصادية قوية ومؤثرة في المنطقة وتضم مراكز مالية وسوقا ماليا من أكبر أسواق المنطقة.

ولم يغفل الملك سلمان بن عبدالعزيز ولو للحظة، معالم الرياض التاريخية، حيث صب اهتماماً كبيراً على تلك المعالم، ومن ضمنها الدرعية التاريخية، وهي واحة من واحات وادي حنيفة استقطبت الاستقرار الحضري منذ أقدم العصور، إضافةً إلى قصر المصمك وهو حصن قديم يرجع تاريخ بنائه إلى عام 1865، والذي تم افتتاحه عام 1319 - 1902، ويقع في قلب مدينة الرياض، وكذلك كهف برمة الواقع قرب الرياض، وعليه نقوش تعود إلى قبل 2400 عام، علاوةً على اهتمامه بآثار محافظة الدوادمي.

وتمكن خادم الحرمين الشريفين من تسليط السياحة نحو تلك المعالم التاريخية، وكذلك المتحف الوطني للآثار والتراث الشعبي في مدينة الرياض، الذي يعد من أشهر المتاحف في المملكة وهو يتوسط مركز الملك عبدالعزيز التاريخي الذي أقيم في مدينة الرياض ليكون بمثابة مركز ثقافي وواجهة حضارية تبرز التاريخ المشرق للجزيرة العربية ورسالتها التاريخية بحمل لواء الإسلام ونشر رسالته الخالدة، وليكون منبراً للتعريف بتاريخ المملكة العربية السعودية ودورها والأسس التي قامت عليها.

كما أن للمتحف دورا رئيسيا في تنشيط الحركة السياحية في المملكة بشكل عام ومدينة الرياض بشكل خاص، وذلك من خلال الزيارات التي تفد إلى المتحف سواء من داخل المملكة لمواطنين ومقيمين والتي تزداد بشكل تصاعدي أو الزيارات القادمة من خارج المملكة لوفود وشخصيات ذات تأثير على المستوى الدولي.

ونظراً لولع الملك سلمان بن عبدالعزيز بالتاريخ، فقد اهتم على مدار سنوات إمارته على الرياض بمناطقها التاريخية وتولى تنفيذ رؤيته العصرية لتلك المناطق من أجل أن تواكب التحديث مع محافظتها على عمقها التاريخي.

وجرى تطوير منطقة قصر الحكم ضمن ثلاث مراحل، ركزت المرحلة الأولى على إنشاء مقار إدارية رئيسية في المدينة ذات علاقة وطيدة بسكان المدينة، لتأكيد وتفعيل الحركة والنشاط في المنطقة، شملت إنشاء مقر إمارة منطقة الرياض، وأمانة منطقة الرياض، وشرطة منطقة الرياض، بينما ركزت المرحلة الثانية على إعادة تطوير منشآت ومقار تاريخية وتراثية وتهيئة المنطقة بالخدمات والمرافق العامة كالطرق الرئيسية التي تربط المدينة بوسطها، وكذلك إنشاء الساحات والميادين العامة وترميم الأماكن التاريخية التراثية، وتضمنت المنشآت خلال هذه المرحلة: جامع الإمام تركي بن عبدالله، وقصر الحكم، في حين ركزت المرحلة الثالثة التي تعد متواصلة حتى الآن، على إعادة التطوير من خلال إتاحة الفرصة لاستثمارات القطاع الخاص بعد أن حظيت المنطقة بثقة مطوري هذا القطاع، وذلك بعد تنفيذ المرحلتين الأولى والثانية، حيث أنشئت خلال هذه المرحلة مقرات بعض الجهات الحكومية.

وتم تصميم مركز الملك عبدالعزيز التاريخي في عهد الملك سلمان حينما كان أميراً للرياض بأن تكون منطقة مفتوحة تسهم في تطوير عمران أحياء وسط المدينة، وتجدد نشاطها السكاني الاجتماعي، وتتكامل مع برنامج تطوير منطقة قصر الحكم، وتعكس الهوية العمرانية لمدينة الرياض، كما تعكس الهوية الثقافية والحضرية للمملكة.