بعد أن طالب الكاتب محمد آل الشيخ بحجب "تويتر"، متعللا بأنه موقع لترويج الفكر الداعشي ونشر الحسابات المشبوهة، صار من حق أي مواطن خائف على وطنه مثلي أن يطالب بحجب "جوجل" لأن المستخدم يستطيع خلاله أن يعرف في أقل من دقيقة، كيف يتوصل إلى طريقة الانضمام إلى "داعش"، ومن ثم يفتح صفحة أخرى ليقف على أسرع الطرق وأقصرها للوصول إلى الحور العين!
هدفنا واحد يا رفيق النضال محمد، حجب كل منفذ يأتي منه الإرهاب حتى لو كان "خرم إبرة"، في سبيل المحافظة على الإنسان سليم الفطرة، ولو استطعنا سنحجب كل شيء عن الناس حتى لا يتدعشنوا وحتى نقضي على الإرهاب بضغطة زر واحدة، فالتطرف خلق في ساحات "توتير" وترعرع في كنف "فيسبوك"، ويفرخ هذه الأيام في صور السلاح التي تملأ "الانستقرام" والأحزمة الناسفة التي تلف صدر الباث.
لكن كاتبنا خانته الفطنة حين استشهد بالصين وكيف أنها حجبت "تويتر" وسيطرت على كل المسائل، لأن الصين تحجب كل مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة من باب "خلوا سمننا في دقيقنا" أي أنها مسألة تجارة وتسويق، فليس من العقل أن تفتح الصين الباب لـ"تويتر" و"فيسبوك" لانضمام مليار ونص بني آدم، وهي بإمكانها أن تطلق عشرين موقعا اجتماعيا خاصا بهم، والمسألة ليست أمنية كما يقول الكاتب، والصين أصلا ما عندهم إرهاب.
أمر آخر فات صاحب المطالبة، وهو أن هناك أكثر من 100 موقع للتواصل الاجتماعي تستخدم حول العالم، وهذا يعني أنه في حال تم حجب "تويتر" فإن الإرهابيين سيجدون لهم مكانا آخر وبسهولة، لذلك ليس أمامنا حل إلا في حجب الإنترنت نفسه، والتنازل عن التراسل الإلكتروني وهذا سيضطرنا إلى استعادة وزارة البرق والبريد والهاتف، وطبعا سنرسل مقالاتنا أخي محمد عبر الفاكس كما كنا نفعل قبل سنوات قليلة، إن لم تكن أنت ما زلت تفعل ذلك، وقوفا عند مبادئك العظيمة التي ترى في "النت" كل الشر المقيم.