في غارات وصفت بأنها الأعنف منذ بدء عمليات التحالف الذي تقوده المملكة في اليمن لردع التمرد الحوثي المدعوم بفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، شنت طائرات التحالف أكثر من 150 غارة، استهدفت مواقع المتمردين في صنعاء وعدن والحديدة ومأرب وإب. وقالت مصادر داخل المقاومة الشعبية: إن معظم الغارات الجوية استهدفت مدينة عدن، حيث شنت الطائرات قصفا مكثفا على مواقع الانقلابيين الحوثيين حول محيط المدينة، وأشارت المصادر إلى أن بعض الجيوب المتمردة لا تزال موجودة في محيط المطار، حيث تحاول العودة إليه، لكنها تجد مقاومة عنيفة من المقاومة الشعبية، وأضافت أن ما لا يقل عن 43 متمردا لقوا حتفهم خلال الغارات إضافة إلى عشرات الجرحى. كما شنت الطائرات هجمات مماثلة على مطاري صنعاء والحديدة كما اعترفت قناة المسيرة التابعة للحوثيين بأن طيران التحالف استهدف أيضا بثلاث غارات جزيرة العمال في محافظة عدن، مشيرة إلى مصرع 17 متمردا.

وفي مديرية صرواح بمحافظة مأرب، الواقعة وسط البلاد شنت الطائرات العربية غارات على معسكر تابع للمتمردين. كما استهدفت مدينة الحديدة غربي البلاد.

وفي محافظة إب وسط اليمن، أفاد شهود بأن غارات جوية استهدفت مواقع بقرية المسقاة بمديرية السدة، وذكر الشهود أن الغارات دمرت منزل قيادي حوثي بالقرية، بينما تتواصل الانفجارات مع استمرار تحليق الطيران بالمنطقة،

وأشارت مصادر عسكرية يمنية إلى أن استراتيجية التحالف العربي باتت تركز في المقام الأول على ضرورة تطهير محافظة عدن من المتمردين بشكل نهائي، توطئة لاتخاذها قاعدة للانطلاق نحو وضع نهاية لتمرد الحوثيين. ومضى المصدر بالقول إن مهام قوة الكوماندوز التي دخلت عدن قبل عدة أيام لا تقتصر على المشاركة الفعلية في القتال، بل إن مهمتها الأولى تتمثل في تشكيل خلية اتصال متقدمة مع طائرات التحالف، لتحديد الأماكن التي ينبغي أن يشملها القصف الجوي، إضافة إلى الوقت المناسب، وذلك للتغلب على مسألة تنقل المتمردين المستمر بين المواقع لتجنب القصف. وتابع المصدر بالقول إن وحدة الكوماندوز تستخدم أجهزة اتصال متقدمة.

وعلى صعيد المعارك التي تدور بين قوات المقاومة والمتمردين، لقي تسعة حوثيين مقتلهم وأصيب سبعة آخرون في هجوم للمقاومة، استهدف نقطة تفتيش بمدينة شفر شمال الحديدة غربي اليمن. وفي عدن، استمرت الاشتباكات العنيفة بين المقاومة والمتمردين في محاور عدة، وأكدت مصادر طبية أن 13 حوثيا لقوا مصرعهم خلال المواجهات بين الجانبين قرب مبنى المخابرات بمنطقة العريش. كما دارت مواجهات عنيفة في دار سعد، شرق عدن، ومضت المصادر بالقول إن المقاومة انسحبت من الموقع، وفور ذلك شنت طائرات التحالف غارة على المكان، ما أدى إلى مقتل عشرات المتمردين. كما قتل 11 حوثيا وأصيب آخرون خلال المواجهات التي دارت في مدينة الحوطة بمحافظة لحج شمال محافظة عدن. وأشار شهود إلى أن دبابة تابعة للحوثيين قصفت حارة "وحيدة" وسط الحوطة وألحقت أضراراً بالمنازل، واضطر الأهالي إلى النزوح.

 وفي محافظة أبين، أفادت مصادر في المقاومة بأن ستة من الحوثيين وقوات صالح لقوا مصرعهم في هجوم شنته المقاومة الشعبية. وقالت تلك المصادر إن المقاومة تصدت كذلك بمنطقة القبة ومفرق خوبر والوبح والجليلة بمحافظة الضالع لتعزيزات دفعت بها قوات الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع من محافظة إب إلى الضالع، فمنعتها من التقدم وكبدتها خسائر في الأرواح والمعدات.

وفي مأرب، قالت مصادر محلية إن 14 من مسلحي الحوثي وأربعة من المقاومة الشعبية قتلوا في مواجهات عنيفة بين الجماعة والمقاومة الشعبية. وأضافت المصادر أن المقاومة تمكنت من إعطاب دبابة وجرافة ودورية عسكرية تابعة للحوثيين.




.. والمواجهات تسقط قياديا حوثيا


أكدت مصادر قبلية في محافظة أبين مصرع أحد أبرز القيادات الميدانية لجماعة الحوثي المسلحة، مشيرة إلى أن خالد الحيدري لقي مصرعه في المحافظة عصر أول من أمس. وأضافت المصادر أن الحيدري، وهو أحد شيوخ منطقة الجبل بمحافظة عمران،  قتل في معارك دارت بين المقاومة الشعبية وميليشيات الحوثي وصالح. وتابعت بالقول إن مصرع الحيدري يمثل صفعة كبيرة للحوثيين في المحافظة، لأنه كان القائد الميداني الفعلي للمتمردين الحوثيين وفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. كما أنه يعد أحد أبرز الشخصيات الرئيسة التي أسقطت محافظة عمران بيد الحوثي، وشارك في اجتياح العاصمة صنعاء في سبتمبر من العام الماضي. وكان له دور كبير في تنظيم صفوف مليشيات التمرد. وينتمي العقيد الحيدري إلى منطقة الجبل بمحافظة عمران، وهو نجل شيخ الجبل، مجاهد عزيز الحيدري.